في رحاب السيرة النبوية.. أول يوم بعد معركة بدر

في رحاب السيرة النبوية.. أول يوم بعد معركة بدر

انقضى يوم الجمعة، وبانقضائه انتهت معركة بدر عن نصر عظيم للإسلام وأهله، وهزيمة منكرة على الشرك وأهله، وبعد انتهاء المعركة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء في مصارعهم، وعددهم أربعة عشر شهيداً، ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار. قال ابن القيم رحمه الله: السنة في الشهداء أن يدفنوا في مصارعهم، ولا ينقلوا إلى مكان آخر، فإن قوماً من الصحابة نقلوا قتلاهم إلى المدينة وهو يتحدث عن غزوة أحد فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر برد القتلى إلى مصارعهم. قال جابر: بينا أنا في النظارة إذ جاءت عمتي بأبي، وخالي عادلتهما على ناضح، فدخلت بهما المدينة، لندفنهما في مقابرنا، وجاء رجل ينادي: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا بالقتلى، فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت، قال: فرجعنا بهما، فدفناهما في القتلى حيث قتلا، فبينا أنا في خلافة معاوية بن أبي سفيان إذ جاءني رجل فقال: يا جابر! والله لقد أثار أباك عمالُ معاوية فبدا، فخرج طائفة منه، قال: فأتيته، فوجدته على النحو الذي تركته لم يتغير منه شيء، قال: فواريته، فصارت سنة في الشهداء أن يدفنوا في مصارعهم. وقال ابن تيمية في المنتقى بعد ذكره لحديث أنس: إن شهداء أحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم، وقد رويت الصلاة عليهم بأسانيد لا تثبت. وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: “لقد استشهد كثير من الصحابة في غزوة بدر وغيرها، ولم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم، ولو فعل لنقلوه عنه، فدل ذلك أن الصلاة عليهم غير واجبة”. وقال في موضع آخر: “ولا شك أن الصلاة عليهم أفضل من الترك إذا تيسر لأنها دعاء وعبادة”.