عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ المَازِنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ” رواه البخاري، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي” رواه البخاري. وقد اختلف العلماء في معنى قوله: “روضة من رياض الجنة”:
القول الأول: أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة؛ لأنه موضع من مواضع الجنة وروضة من رياضها.
والثاني: أن العبادة فيه تؤدي بصاحبها إلى الجنة. قال ابن بطال: “الروضة في كلام العرب المكان المطمئن من الأرض فيه النبت والعشب، وإنما عنى صلى الله عليه وسلم أن ذلك الموضع للمصلي فيه، والذاكر الله عنده والعامل بطاعته كالعامل في روضة من رياض الجنة، وأن ذلك يقود إلى الجنة”، وقال ابن عبد البر: “في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري ورُوِيَ ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة فقال قوم معناه: أن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة، وقال آخرون: هذا على المجاز قال أبو عمر ابن عبد البر كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك شبه ذلك الموضع بالروضة لكرم ما يجتنى فيها وأضافها إلى الجنة؛ لأنها تقود إلى الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم: “الجنة تحت ظلال السيوف”، يعني: أنه عمل يوصل به إلى الجنة. قوله: “وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي”، أي: ينقل المنبر الذي كان عليه أثناء هذه الكلمة وأثناء هذه المقالة يوم القيامة فينصب على حوضه عليه الصلاة والسلام.