احتفلت الجزائر، السبت، بالذكرى الـ189 لمبايعة عبد القادر بن محيي الدين وذلك بعد تنازل والده له على الإمارة، وكان حينها في عمر 25 سنة، وذلك في 20 نوفمبر عام 1832.
والأمير عبد القادر، الذي يعد “مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة”، لا يزال اسمه حاضرًا كرمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، إلا أنه وبعد نحو 138 عامًا على وفاته في 26 ماي 1883، يؤيد بعض “الساسة” الحاقدين على كل ما هو عربي على غرار عمران آيت حمودة تشويه صورة الأمير لدى الأجيال القادمة محاولين إلصاق تهمة الخيانة به في الوقت الذي أنصفه المؤرخون منهم فرنسيين.
ففي 1835 توسع نفوذ الأمير عبد القادر ليشمل كل الغرب الجزائري ما عدا وهران ومستغانم وأرزيو، كما توغل في إقليم التيطري واستولى على مليانة في أفريل 1835، وعلى المدية في الشهر التالي، وتوسع شرقاً فأخذ مدينة بسكرة.
في ذات السياق، أوضح الكاتب نزار أباظة في مؤلفه “الأمير عبد القادر الجزائري العالم المجاهد” أن الأمير عبد القادر تفرغ خلال الهدنة إلى محاربة الخارجين عليه، فقضى على معارضيه في تلمسان، وبسط سيطرته على مدن لم تكن تحت سلطته من قبيل المدية ومليانة.
أما شارل هنري شرشيل، فقال إن الأمير عبد القادر شرع خلال فترة الهدنة في التنظيم، نظراً لأنه لم يكن يثق إلا قليلاً في نوايا السلام التي أبداها الفرنسيون.
وبحسب كتاب “حياة عبد القادر” تأليف شارل هنري شرشيل، أن الباي حسن، باي وهران طلب حماية محي الدين، أبي عبد القادر من الاستعمار الفرنسي، لأنه رفض تسليم نفسه للمستعمر، واجتمعت أسرة بني هشام التي ينتمي إليها عبد القادر لدراسة القضية، وكان عبد القادر هو من رفض الحماية بحجة أن القبائل كانت تكره ممثل الطغيان التركي.
وسمح القرار بدخول الاستعمار الفرنسي إلى وهران دون مقاومة في 4 جانفي 1831 بقيادة الجنرال دمرمون وسلّم الباي نفسه وسمح له بالتوجه إلى الإسكندرية، ونتج عنها الفوضى، الأمر الـذي فرض على بعض القبائل الطلب من أب عبد القادر أن يلم شملهم لوضع حد للفوضى، بعد رفض السلطان المغربي عبد الرحمن مؤازرة القبائل التي طلبت مساعدته على مقاومة الاحتلال.
وبعدها قرر الفرنسيون التفاوض على هدنة من جديد، فجاءت معاهدة التافنة في ماي 1837، التي اعترفت فيها فرنسا بسيادة الأمير عبد القادر على المناطق الغربية للجزائر دون المدن الساحلية، .
في 23 ديسمبر 1847، قرّر الأمير عبد القادر تسليم نفسه إلى الجنرال لامورسيِير، رئيس الجيوش الفرنسية، وفق شروط كتبها ووافقت عليها باريس لكنها سرعان ما نقضتها، وفقاً لما جاء في كتاب “الأمير عبد القادر الجزائري” للفرنسي برونو إيتيان.
ويؤكد الباحث يحيى بوعزيز أنه جرى الاتفاق مع الجنرال لاموريسيير على تسليم الأمير لنفسه مقابل أن يتم نقله مع عائلته إلى عكا أو الإسكندرية، وألا يتعرضوا لمن يريد السفر معه من الضباط والعساكر، فضلاً عن ضمان سلامة أتباعه الذين سيبقون في الجزائر لكنه تعرض للخداع، ونُقل إلى الإقامة الجبرية في فرنسا.
ب/ص