في ذكرى رحيله الـ16… الجيل الجديد من الإعلاميين يتحدث عن مؤسس جريدة “الموعد” الراحل عبد القادر طالبي

elmaouid

في الرابع من جانفي 2019، تحل علينا الذكرى الـ16 لرحيل مؤسس جريدة “الموعد”، وصاحب أنجح برنامج تلفزيوني مسابقاتي (الألغاز الخمسة)، الأستاذ الفذ عبد القادر طالبي، والذي لازالت أعماله التي تركها تخلد

اسمه وتجعل كل من لم يعش فترة تواجده في الحياة يبحث عن سيرته والاطلاع على أعماله.

وبحلول هذه الذكرى، أردنا أن نتحدّث مع بعض الإعلاميين من الجيل الجديد الذين لم يعرفوا الراحل عن قرب، وكان لهم ذلك من خلال أعماله.

وفي هذا الموضوع تتابعون التفاصيل

 

الإعلامي محمد لعلامة ( دزاير نيوز)

عبد القادر طالبي أيقونة الإعلام الجزائري ومثال يقتدى به

 

عبد القادر طالبي يعدّ من الوجوه والأقلام الصحفية التي فرضت نفسها لسنوات في الساحة الإعلامية الجزائرية. فقد عُرف في التلفزيون الجزائري العمومي بتقديمه عديد البرامج، في مقدمتها برنامج “الألغاز الخمسة”، حتى أصبح يلقب بعدها بالأب الروحي للبرامج الترفيهية، بالنظر للصبغة الخاصة التي كان يضفيها على هذا النوع من البرامج.

والمتمعّن في مسيرة الرجل، يدرك أيضاً أنه من المولعين بمهنة المتاعب. فلم يكتف بالعمل في التلفزيون بل خاض مسيرة أخرى في عالم الصحافة المكتوبة. فلم يكن من أولئك المثقفين المنغلقين على أنفسهم الكاتمين لآرائهم، بل كان يبحث دوما عن فضاء ومساحة لإبداء رأيه وتنوير المواطن في حقبته بمقالاته في عديد الصحف من بينها الشعب، المساء، الموعد.. ولذلك يبقى عبد القادر طالبي أيقونة الإعلام الجزائري ومثالا يقتدي به الجيل الجديد من الصحفيين ويتقفون آثاره وآثار أمثاله.

 

الإعلامي ماسين حامية (التلفزيون العمومي)

عبد القادر طالبي من طينة الكبار كان وسيبقى

 

الإعلامي الراحل عبد القادر طالبي، رحمه الله، وإن لم يعد بيننا بهذه الحياة، فإنه يسكن قلوبنا وذكرياتنا الجميلة كإعلاميين. يعود لذاكرتنا كلما حل شهر جانفي( ذكرى وفاته). من منا لم يستمتع بمتابعة “الألغاز الخمسة”، “اخترت لك”، “ألحان وشباب”، وغيرها من برامجه القيّمة التي كان ينتظرها الجمهور بشغف.

وأتذكر، أنني، وبرغم صغر سني حينها، كنت أنتظر موعد بث برامجه التلفزيونية بشغف وباهتمام، ولا يختلف اثنان في أن الإعلامي عبد القادر طالبي كان وسيبقى من طينة الكبار، والعديد  من ممارسي مهنة المتاعب يعترفون باحترافيته، تفانيه في العمل وأخلاقه العالية.

ذلك هو الحب، حينما يصدق للإعلام يعطي له بكل سخاء، لقد رحل الأستاذ عبد القادر طالبي عن الوجود الدنيوي، لكنه سكن المؤبد بقلوبنا، وأرشيف التلفزيون سيبقى بيننا في غيابه.. ولروحه الطاهرة ألف رحمة.

 

نائلة حامل “إذاعة البهجة”

أعطى نفسا جديدا للتلفزيون الجزائري آنذاك

 

هو من خيرة أبناء الجزائر، قدّم الكثير للإعلام الجزائري بصفة عامة، وبرنامجه الشهير “الألغاز الخمسة” يدل على نجاحه، لأنه أعطى نفسا جديدا للتلفزيون الجزائري آنذاك، وتميز في تنشيط الحصص الفنية. كانت كلاماته مهذبة، وعرف، من خلال أسلوبه في التنشيط، كيف يدخل قلوب الجزائريين. استعماله للدارجة المهذبة أخرجه عن المعهود، وهو ذكاء منه ليكون بسيطا مع مستمعيه ومشاهديه، وهذا هو سر نجاحه، هو صاحب كاريزما وصوت إذاعي مميز، هو مدرسة وأنا شخصيا استلهمت كل حصصي الخاصة بالمسابقات منه شخصيا، ياليته كان بيننا اليوم لاستفاد منه الكثير من هذا الجيل الصاعد. فالبساطة في التنشيط والسلاسة واختيار الكلمات البسيطة المهذبة والتلقائية هي سر نجاح أي منشط إذاعي أو تلفزيوني.. وهكذا كان المرحوم.

 

 

الإعلامي أسامة حجو ( قناة النهار)

كان صاحب مستوى راق وبرامجه هادفة جدا

 

الإعلامي عبد القادر طالبي من الأسماء النادرة في زمننا، ولو عاش لغاية اليوم لما وجد أشباه الإعلاميين أنفسهم في الميدان. أعرف عنه أنه صاحب مستوى راق جدا، ومحتوى برامجه كان هادفا، ووظف لغة بسيطة جدا ومهذبة يفهمها كل المشاهدين، وبالتأكيد ستبقى أعماله تخلد اسمه إلى الأبد وسيظل قدوة للاجيال التي تختار ممارسة مهنة المتاعب.

 

حكيمة ذهبي (صحفية سابقة بجريدة الموعد اليومي وحاليا بجريدة المحور)

عرفتُ الراحل أكثر عبر أفكاره المنسوجة في كتبه

 

قبل دخولي الحقل الإعلامي، كنت أعرف المرحوم عبر برنامجه “الألغاز الخمسة”. لم أكن أتوقع أن أول تجربة لي في الصحافة التي أحببتها منذ الطفولة، ستكون في مؤسسة المرحوم عبد القادر طالبي، التي وجدت فيها كل أخلاقه التي رحل وتركها بين الزملاء. اطلعت على كتبه التي كنت أجدها في مكتبة الجريدة وقرأت بعضا منها. عرفت الراحل أكثر عبر أفكاره المنسوجة في كتبه.

 

كلمة لابد منها

من خلال دردشتي مع نخبة من الإعلاميين الجدد الذين لم يعيشوا مرحلة تواجدِكَ في الحياة، التمستُ أن ما تركتَه كان قيّما وراسخا في أذهان الكثير، حيث أخبرني هؤلاء أن الشهادات التي يسمعونها من الإعلاميين وجميع الناس ممن عرفوك عن قرب توحي بأنك إعلامي من الطراز النادر في هذا الزمن، ذلك الإعلامي المحب لعمله والخائف على مهنته والحريص على تقديم الأفضل لهم دائما، مؤكدين أن كل ما يسمعونه عنك يدفعهم للتنقيب في مسيرتك والبحث عن أعمالك للتعرف عليك أكثر.

فعلا أستاذي الفاضل، لازلتَ حيا بيننا من خلال تذكّر أعمالك في كل المناسبات، وأيضا في ذكرى رحيلك التي تحلّ علينا في الرابع من جانفي من كل سنة.

وصدق الزملاء من الإعلاميين الذين تذكروك معنا في ذكرى رحيلك بأنك فعلا ستبقى حيا في قلوب الجميع بأعمالك وأخلاقك وصدقك، وستبقى قدوة بها يقتدي  كل من أراد ممارسة مهنة المتاعب.

فألف رحمة على روحك الطاهرة