في ذكرى الثامن من مارس… الجزائريات قريبات من السياسة بعيدات عن النقابة

elmaouid

تلعب المرأة النقابية دورا مهما في التوعية ومساعدة النساء العاملات على طرح انشغالاتهن خاصة ما تعلق بحقوقهن وبمعاناتهن واضطهادهن في مجال العمل. ولأن الثامن من مارس من كل سنة مناسبة للمرأة

الجزائرية لتحتفي – كما غريماتها في أنحاء المعمورة- بإنجازاتها في مختلف المجالات والميادين، تبقى المرأة الجزائرية النقابية  تتطلع نحو الأفضل، فهي برغم المكاسب التي حققتها وسمحت لها بالارتقاء وتقلد أكبر المناصب، إلا أن التحاقها بالحقل النقابي يسجل غيابا شبه تام.

 

قريبات من السياسة بعيدات عن النقابة

 

تتجه أنظار الحركة النسوية الجزائرية بقوة إلى المشاركة في العمل السياسي بالمقابل نجد أن جبهة نسائية سقطت واستسلمت لمصيرها المجهول، بسبب إهمالها وعدم تحصينها بالاهتمام الكافي والرعاية المستمرة، ويتعلق الأمر بجبهة المشاركة في العمل النقابي الذي تسجل النساء فيه مشاركات معدودات فيما يسجل فيه الرجل حضورا مكثفا.

وتدل المؤشرات عن تراجع نسبة المشاركة النسائية البسيطة التي كانت موجودة، إلا أن بعض الأطراف تسعى لإقصاء النساء من هذا العمل الحيوي الذي يعبر عن المطالب العادلة للعاملات والعاملين على حد سواء. والملاحظ أنه بهذا المجال تحولت النقابات العمالية أو المهنية إلى مؤسسات سياسية تعمل بالشأن السياسي أكثر من الهم المطلبي الذي على أساسه تشكلت مما جعل العاملات والمهنيات يعزفن عن الانتساب لعضويتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عدم العمل برأيها زاد من ابتعادها؛ فالصراعات الداخلية وكذا الانشقاقات والخلافات التنظيمية في النقابات ساهمت في نفور النسوة عن العضوية والالتحاق بهذا الحقل، كما أن الأعراف المحلية من المسببات التي حالت دون انخراط المرأة في مختلف النقابات.

 

إلياس مرابط :”مشاركة المرأة في العمل النقابي ضئيلة جدا”

 

أكد رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط أنه وبالرغم من وجود نسبة عالية من النساء العاملات في مجال الصحة الذي يقدر بحوالي 80 بالمائة، غير أن المرأة في هذا القطاع  تسجل عزوفا عن المشاركة في النشاط النقابي . وأرجع مرابط أسباب ذلك إلى ذهنية الأسرة الجزائرية  والخلفيتبن الاجتماعية والدينية، مضيفا أنه في البلدان العربية الأخرى تسجل المرأة مشاركة كبيرة في السلك النقابي مقارنة بالنساء الجزائريات، حيث تترك المسؤولية النقابية للرجل أكثر من النساء.

ونوه المتحدث أن المرأة باتت ترفض هذا النوع من النشاط لوحدها وذلك نتيجة محيطها الذي يؤثر عليها، مؤكدا في  السياق ذاته أن كل النقابات ترجح انضمام المرأة للنقابة ولكن لأسباب مجتمعية ترفض هذه الأخيرة ذلك.

 

مسعود عمراوي: ” كل الأبواب مفتوحة أمام المرأة للالتحاق بالنقابة”

 

صرح رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، أن مكانة المرأة في العمل النقابي مضمونة وهي في هذا الإطار معززة ومكرمة، مؤكدا بأن كل الأبواب مفتوحة أمامها لتتقلد منصب رئيسة فرع في الاتحاد وغيرها من المناصب الأخرى، إلا أن  المرأة ـ يقول المتحدث ـ  غير متواجدة بالعدد الكافي والمقبول لتؤكد حضورها وفعاليتها.

وأشار رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين  إلى أن المرأة هي التي ترفض غالبا تقلد مناصب المسؤولية ليس لقلة كفاءتها وإنما اعتبارا للتقاليد والأعراف الاجتماعية  التي تأخذها بعين الاعتبار، وهو ما جعلها تنفر من المجال النقابي وكذلك من كل المجالات المتعلقة بالنضال. وأبدى عمراوي تفاؤله بانضمام المرأة مستقبلا إلى التنظيم خاصة وأن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين قد شكل خلية نسوية.

 

سمية صالحي :” على المرأة النقابية أن تحافظ على مكتسباتها “

 

أكدت سمية صالحي المنتخبة لعهدة ثانية على رأس اللجنة الوطنية للمرأة العاملة بالاتحاد العام للعمال الجزائريين على أن المرأة النقابية في الجزائر مطالبة بالمحافظة على ما حققته من مكاسب، وأن تلتحق بالسلك النقابي بقوة لأن دورها فيه مهم ومهم للغاية، خاصة في ظل العولمة الشرسة التي تهدف إلى ضرب كل مكتسبات العمال والشعوب، مشددة في السياق ذاته على ضرورة تسلح المرأة بالوعي الكافي لتمرير رسالتها في مجال عملها، وكذا في مجالات أخرى. كما طالبت بضرورة قيام كل امرأة مضطهدة في مجال عملها والتي لم تجد آذانا صاغية بالتواصل مع اللجنة الوطنية للمرأة العاملة، مبرزة أن أبواب هذه الأخيرة مفتوحة دائما.

 

حبيبة دان :” المرأة الجزائرية مطالبة بالمشاركة في العمل النقابي”

 

كشفت عضو المجلس الوطني للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين النقابية حبيبة دان حبيبية، أن انضمامها للاتحاد في البداية لم يكن إيمانا بالنقابة أو غيره، وإنما من منطلق الإحساس بأن الالتحاق بالاتحاد واجب وطني بهدف إيصال آراء النسوة اللاتي لم يتمكن من تقديم أرائهن. وأوضحت دان أنه وبعد انضمامها للإتحاد كان رد فعل النساء العاملات في قطاع التربية رائعا وغير متوقع، ذلك أن العاملات الجزائريات لم يكنّ مؤمنات بالانخراط في العمل النقابي الذي كان في نظرهن عملا خاصا بالرجال فقط، وهو الأمر الذي شجعها على ممارسة هذا النشاط. وقالت المتحدثة أن النساء العاملات في قطاع التربية لم تكن لديهن ثقة في النقابة وذلك لأن مشاكل المرأة العاملة مختلفة عن مشاكل الرجل، فضلا عن عدم وجود التضامن بين النساء.

 وواصلت دان قولها بأن بروز نساء نقابيات يدافن عنهن غيّر من نظرتهن للنقابة، وأضافت أن المرأة لم تكن تساند زميلتها لأنها لا تدرك قدراتها وهذا راجع لنقص التوعية والتحسيس، مشددة على أن انخراط المرأة في السلك النقابي هو عمل مهم للغاية حيث بإمكانها أن تحل الكثير من المشاكل، فالعاملة كانت تبدي الموافقة للعمل النقابي لكن على شرط أن لا يلزمها ذلك بالعمل مع الرجال والاحتكاك المباشر بهم، خاصة وأن نظرة المجتمع الجزائري كانت في الأمس القريب ترى أن العمل النقابي  حكرا على الرجال، وبالتالي المشكل الذي كان مطروحا هو أن العاملات كن يرفضن النشاط في النقابة بسبب رفض الزوج أو العائلة عموما.

وذكرت حبيبة دان أن المرأة استطاعت أن تثبت ذاتها في اكتساب المعرفة والعمل، وعلى هذا الأساس أصبحت لها حقوق وضمانات في بعض القطاعات كما شقيقها الرجل، إلا أنها وفي مجالات كثيرة لم تأخذ النساء فرصتهن لذا دعت النقابية النساء الجزائريات إلى ضرورة المشاركة في العمل النقابي، وكذا ضرورة الصبر والنضال لأجل تحسين أوضاعهن المهنية ولن يكون ذلك إلا بالإصرار والتمسك بحقوقهن والإيمان بها.

 

مزيان مريان:”على المرأة أن تشارك في النقابات لأن دورها مشرف “

 

صرح رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع مزيان مريان، أن دور المرأة في المجال النقابي هو دور مشرف جدا، حيث كشف أن المرأة قد شاركت في عديد المرات في المؤتمرات العربية وحتى الدولية، مشيرا على سبيل المثال إلى أن مجموعة من النسوة شاركن في آخر مؤتمر بالأردن، حيث أكد أنه قد تم انتخاب امرأة عضو بالنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، في لجنة نقابات العرب، وهو الأمر الذي اعتبره مزيان مريان جد مشرف للنقابة وللمرأة على وجه الخصوص. كما أوضح مريان أن عزوف النساء عن الانضمام إلى النقابات يرجع للصعوبات في المجتمع الجزائري، نتيجة الأعراف والتقاليد التي تعيق حراكها في هذا المجال، حيث أكد أن أي مجتمع وبالأخص المجتمع الجزائري يبنى على المرأة والرجل ولذلك دعا المرأة إلى أن تشارك بقوة في كل المجالات خاصة في الحقل النقابي.