في دراما رمضان المصرية.. الأطفال يجذبون الجمهور

في دراما رمضان المصرية.. الأطفال يجذبون الجمهور

سحب عدد من الأطفال الضوء من ممثلين كبار في دراما رمضان هذا العام، بعد أن جسّد البعض منهم أدوارهم ببراعة وتجاوزوا التعقيدات التي تضمنتها قصص الأعمال التي شاركوا فيها وارتباطها بمشكلات مجتمعية وسياسية.

يمتاز اختيار الأطفال في الموسم الحالي بالعناية الكبيرة بعيدًا عن المجاملات، فشركة مثل “العدل غروب” أعلنت عن مسابقة لاختيار طفلتين لمسلسل “فاتن أمل حربي” بطولة الفنانة نيللي كريم الذي يدور في إطار اجتماعي عن مشكلات الحضانة بعد الطلاق.

معادلة فنية صعبة

بعض الأطفال المشاركين في الدراما يملكون خبرات سابقة في التمثيل، مثل منذر مهران الذي يشارك في “جزيرة غمام”

وأوجد الجمع بين معادلة التقارب الشكلي والقدرة التمثيلية والتقييم الحيادي للموهبة حالة من التناغم على المستوى البصري بين شخصيات الأبناء والآباء في العمل الرمضاني وخلق قناعات لدى المشاهد بمصداقية القصة.

وتكرر الأمر ذاته مع الطفل محمد عزازي في مسلسل “المشوار” الذي كان يحمل صفات شكلية أيضًا قريبة من بطله الفنان محمد رمضان، وتم اختياره من قبل المخرج محمد ياسين عن طريق مكتب “كاستينغ”.

في مسلسل “جزيرة غمام” الذي يضم عددًا كبيرا من الأطفال كان التركيز في الاختيار على الملامح الشكلية للصغار التي عبرت عن بيئة صعيدية (سكان جنوب مصر) معزولة تعاني الفقر، بملامح ريفية وإتقان اللهجة.

بعض الأطفال المشاركين في دراما رمضان يملكون خبرات سابقة في التمثيل، مثل منذر مهران الذي يشارك في “جزيرة غمام” بطولة طارق لطفي ومي عز الدين، ويجسد فيه شخصية سمير ابن إمام المسجد، وسبق له المشاركة بمسلسل “موسى” مع محمد رمضان الموسم الرمضاني الفائت، كذلك الطفل يوسف صلاح الذي يشارك في “الكبير أوي 6” بعدما حقق نجاحا في فيلم “من أجل زيكو” مع كريم محمود عبد العزيز ومنة شلبي.

وتظهر لمسات الإخراج والممثلين الكبار بقوة في الموسم الرمضاني الحالي في تأهيل الأطفال على مستوى الأداء وإقامة علاقات أبوية معهم تجعل من الأداء سلسا، خاصة أن قطاعا عريضا منهم يمثل لأول مرة.

واستعانت شركة “العدل غروب” بمدربة تمثيل لتعطي طفلتي “فاتن أمل حربي” دروسًا في كيفية أداء الشخصيات ومراجعة المشاهد قبل التصوير.

يقول البعض من النقاد إن انتشار منصات مثل تيك توك وثقافة إنشاء القنوات على موقع المقاطع القصيرة مثل يوتيوب منح الأطفال جرأة أكبر في مواجهة آلات التصوير، وقلل من الرهبة التي تواجههم أثناء التمثيل، ويظل دور المخرجين مركزا على كيفية أقلمة الطفل على التواجد ضمن فريق عمل كبير والتعاطي مع أشخاص لا يعرفهم.

تُظهر كيفية انتقاء الأطفال أيضًا نوعًا من الاستغلال أكثر من الموهبة خاصة في مسلسل “الكبير أوي 6” فالطفل عبد الرحمن طه الذي يلعب شخصية جوني الصغير تم القبول به من أول جلسة لأن لديه العديد من مقاطع الفيديو على منصة تيك توك يقلد فيها الفنانين وحقق الملايين من المشاهدات.

ينطبق الأمر ذاته على الطفل يوسف صلاح الذي يلعب شخصية “حلقوم” ابن “حزلقوم”، فأغنية “الغزالة رايقة” التي أداها ضمن فيلم “من أجل زيكو” تصدرت ترند مواقع التواصل الاجتماعي لشهور وتصدح بها وسائل النقل الجماعي في مصر حتى الآن وباتت أكثر شهرة من الفيلم ذاته.

وأجادت الطفلة ريما مصطفى أداء شخصية الطفلة المتنمرة على ابن الكبير في مسلسل “الكبير أوي”، وسبق لها أن أدت دورا شبيها في رمضان الماضي في مسلسل “خلي بالك من زيزي” بطولة أمينة خليل ومحمد ممدوح وأحدثت مشاهدها في حينه حالة من الجدل بين الجمهور، وهو ما يؤكد فكرة استغلال النجاح السابق للصغار أكثر من توظيفهم داخل العمل.

وأكدت الطفلة ريما أنها خضعت لاختبارات من قبل مخرج مسلسل “الكبير أوي” أحمد الجندي، وحظيت برعاية الفنان أحمد مكي، وهو ما أهلها لأداء الدور بإتقان، وأطلق عليها متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي لقب “سيدة التنمر في دراما رمضان”.