فصل الصيف هو فصل للراحة والاستجمام عند أغلب العائلات الجزائرية، حيث تنتهز هذه الأخيرة (العائلات) فرصة تواجد أبنائها في عطلة من الدراسة للترفيه عن النفس بعد سنة كاملة من العمل والاجتهاد. فهل الفنان أيضا يستغل هذا الفصل للراحة والاستجمام والسياحة، أم أن ارتباطاته بكثرة النشاطات الفنية تدفعه لحرمان نفسه وعائلته من هذا الترفيه عن النفس؟ أم يستغل صيفه لجلب المال باعتبار هذا الأخير معروفا بكثرة الحفلات الفنية والمهرجانات الغنائية وأيضا التظاهرات السينمائية والمسرحية.
وللحديث في هذا الموضوع “أين يقضي الفنان الجزائري صيفه؟”، اتصلت “الموعد اليومي” بالعديد من الفنانين وكان ردهم على هذا السؤال في هذا التقرير.
حسيبة عبد الرؤوف… حسب الظروف
فصل الصيف معروف عند المطرب بكثرة نشاطاته خلال هذه الفترة، خاصة إذا كان مشهورا ومطلوبا لدى الجمهور. وفي هذا الصدد لا يمكنه أن يعتذر عن إقامة هذه الحفلات من أجل قضاء عطلته في أحد الأماكن ليرتاح بعد تعبه من العمل طيلة السنة. وبدوري أنا منشغلة بإحياء حفلات الأعراس ومختلف الحفلات الفنية الأخرى داخل وخارج الوطن وأخلد للراحة كلما سمحت لي الظروف وليس بالضرورة أن أرتاح خلال شهر كامل، فأنا فنانة ولست موظفة بمؤسسة خاصة أو عمومية لكي آخذ عطلة شهر كامل لأرتاح. وأولادي يمكنهم أن يقضوا عطلتهم في أي مكان يرغبون فيه دون ذهابي معهم، لأنهم مسؤولون عن أنفسهم ولا يحتاجون لمرافقتي لهم. لكن هذا لا يمنع أن أذهب للتنزه لفترة محددة مع عائلتي خاصة عندما أكون غير مرتبطة فنيا.
بن زينة عبد العزيز… المادة هي من تحكم
من البديهي أن فصل الصيف معروف عند الفنان بكثرة نشاطاته الفنية، لكن ليس كل الفنانين يحظون بهذا العمل. وهناك العديد من الأسماء الغنائية همشت ولم تعد المؤسسات المختصة في تنظيم الحفلات والجولات الفنية تهتم بهؤلاء، خاصة وأن هذا التهميش طال أغلب الفنانين الذين يؤدون النغمة الأصيلة. وبما أن أغلب الفنانين اليوم يعانون من التهميش وعدم عملهم على مدار السنة، فكيف لهم أن يقضوا عطلتهم الصيفية في إحدى مناطق الجزائر أو خارجها. فالفنان اليوم ظروفه المادية صعبة جدا لعدم عمله، فكيف يفكر في قضاء عطلته. والحمد لله أولادي كبروا وزوجتي متفهمة لوضعي ولا تطلب مني أمرا أنا غير قادر عليه. وكما هو معروف فإن قضاء عطلة بأي منطقة من الوطن أو حتى خارجه يتطلب أموالا كثيرة. وأكيد أن الفنان الذي لا ينشط لا تكون له مداخيل ولا يتمكن من الترفيه عن نفسه بهذه الطريقة أي قضاء عطلته.
كادير الجابوني:
شغلي الكثير يمنعني من التفكير في الأمر
أنا دائم الحركة والنشاط على مدار السنة. وفي فصل الصيف بصورة أكبر، لأنني مرتبط بإحياء عدة حفلات داخل وخارج الوطن. وأعتبر عملي فرصة لأكتشف فيها البلدان وحتى بلدي لأنه ولولا جولاتي الفنية التي قادتني إلى عدة جهات من الوطن وحتى خارجه، لما قدرت على فعل ذلك بمفردي لأنه ليس بإمكان الإنسان العادي خاصة الذي له ظروف مادية مزرية أن يوفر المال لقضاء عطلته في الأماكن الجميلة. والفنان المحبوب والذي يطلبه الجمهور بكثرة يحظى بكثرة الجولات الفنية التي تمكنه من التعرف عن قرب على هذه المدن. ولا يمكن أن أتوقف عن ممارسة الفن لقضاء عطلتي خاصة في فصل الصيف فأنا مرتبط فنيا بكثرة، فأجندتي الفنية مملوءة بالمواعيد طيلة الفصل، ولا زالت العروض تتهاطل علي لحد الآن. ولا أخفي أن هذا الجو منعني من التمتع بحلاوة البقاء مع عائلتي خلال فصل الصيف، ونفس الأمر عند كل الفنانين.
حسيبة عمروش… العطلة ممنوعة عني
لا يمكنني أن أفكر في أخذ فترة راحة خلال فصل الصيف لأنه معروف بكثرة التظاهرات والحفلات الفنية، والفنان يستغل هذا الفصل ليعمل وليس للراحة لأنه لا يعمل خلال الشهور الأخرى بنفس الوتيرة مثل فصل الصيف. وأنا بدوري أنتظر فرص عمل كثيرة خلال الصيف وتفكيري منصب في هذا الأمر. وهذا لا يمنعني من أخذ وقت للراحة برفقة الأصدقاء في أحد الأماكن الجميلة في الجزائر لأنني أحب أن أكتشف جمال بلادي وروعة مناطقها الخلابة كلما سمحت لي الظروف وليس بالضرورة أن يكون ذلك خلال فصل الصيف.
نادية بارود: الصيف فرصة لتعريف بناتي بوطنهم الأم
بما أنني مرتبطة فنيا بالعديد من الحفلات الفنية بالجزائر خلال فصل الصيف. وأيضا كوني مقيمة بإسبانيا وبناتي في عطلة. فأفضل أن أقضي فصل الصيف ببلدي بالقرب من أهلي وأقوم بتعريف بناتي على بلدهم وجماله حتى يكون لهم ارتباط وطيد بالوطن كما هو الشأن بالنسبة لي ولوالدهم. والفرصة كانت مواتية بالنسبة لي كون أولادي في عطلة وأنا مرتبطة فنيا بعدة نشاطات داخل الوطن. فلا تفكير لي في تغيير وجهة قضاء عطلتي إلى بلد آخر غير وطني الحبيب. ومن خلال كليباتي الغنائية أحاول الترويج للمناطق الجميلة بالجزائر للترويج للسياحة الداخلية.. وهذا ما أحرص عليه في كل مرة.
نعيمة عبابسة: لا أفكر في الأمر
الفنان يحتاج إلى تقديم عدة نشاطات فنية على مدار السنة. وبالتحديد في فصل الصيف، حيث تكثر النشاطات الفنية، ولذا تجدين جل الفنانين يبحثون عمن يقدم لهم فرص عمل ويبرمجهم في الحفلات الفنية. وأولادي اليوم يمكنهم الاعتماد على أنفسهم لقضاء عطلتهم السنوية في أي فصل يريدون وليس بالضرورة أن أرافقهم في عطلتهم لأنهم كبار. والفنان دائما يبحث عن الأجواء المهنية التي تريحني والتي تمكنني من أداء واجبي كفنانة على أكمل وجه. وارتباطاتي الفنية الكثيرة خلال هذا الفصل تمنعني ككل مرة من التفكير في مكان أقضي فيه عطلتي.
