أثارت صورة تداولها مواطنون أردنيون لخريطة في منهاج الجغرافيا للصف العاشر الأساسي، جدلا واسعا في الشارع الأردني، كونها لم تدرج اسم فلسطين ضمن مجموعة الدول التي تحد الأردن من الجهات الأربع.
وعرضت الخريطة أسماء السعودية والعراق وسوريا ولبنان، ولم تذكر اسم فلسطين التي تمتد على طول الحدود الغربية مع الأردن، ما دفع مواطنين إلى اتهام وزارة التربية والتعليم الأردنية بتعمد ارتكاب هذا “الخطأ الجسيم” من خلال “حذف” اسم “فلسطين” على حد تعبيرهم.
هذا الاتهام دفع وزارة التربية إلى إصدار بيان قالت فيه إن “التعبير بكلمة (حذف) غير دقيق، كون اسم فلسطين لم يكن مثبتا على الخريطة في طبعة الكتاب الأولى عام 2016، ولم يجر عليها أي تغيير على مدى تتابع الطبعات السنوية، علماً بأنه منذ ذلك الوقت لم يرد إلى الوزارة أية ملحوظات تتعلق بهذا الشأن”.
وأكدت الوزارة عدم وجود نية لديها “لتغييب اسم فلسطين، وواقع المناهج الدراسية الأردنية يشهد بذلك، حيث تزخر مناهجنا بكافة الصفوف بتناول موضوعات تتحدث عن فلسطين”، مضيفة أنها “ستأخذ هذه الملحوظة بعين الاهتمام في الطبعات القادمة من الكتاب”.
ولكن مبررات “التربية” لم تقنع مسؤول ملف مقاومة التطبيع في حزب جبهة العمل الإسلامي، المهندس محمد مروان، الذي رأى أن “المسؤولية الوطنية تتطلب محاسبة وزارة التربية والتعليم على إغفال ذكر اسم فلسطين على الخارطة، حتى لو افترضنا أن الخطأ غير مقصود”.
وأضاف أنه “منذ توقيع الأردن اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني، ونحن نلمس تغييرا مشبوها في مناهج أبنائنا التعليمية، يتمثل في تفريغها من القيم المجتمعية والوطنية”، مستشهدا بـ”إلغاء كتاب القضية الفلسطينية من ضمن هذه المناهج عقب توقيع الاتفاقية المشؤومة”.
وتساءل: “أين أسماء قيادات الجيش الأردني الذي استشهدوا على ثرى فلسطين في مناهجنا التعليمية؟ وأين التركيز على ذكر المسجد الأقصى، ومعركة الكرامة، وحي الشيخ جراح في القدس؟ ولماذا يتم استبعاد الآيات التي تتحدث عن اليهود؟ ولماذا تهمل المناهج تربية النشء على مواجهة مخططات الكيان الصهيوني ضد فلسطين والأردن؟”.
وفي المقابل؛ رأى الناطق باسم نقابة المعلمين، نور الدين نديم، أن عدم ذكر اسم فلسطين في الخريطة المشار إليها “غير مقصود”.