الاستثمار في المجال الثقافي واعتبار الثقافة محركا اقتصاديا هاما في عملية التنمية هو محور اللقاء الذي أقيم مع المستثمر الفرنسي الجزائري “أبو بكر الخلفاوي” في مدينة الثقافة بالعاصمة التونسية ضمن فعاليات أيام
قرطاج للإبداع المهجري. هذه الندوة التي حضرها بالخصوص وزير الثقافة التونسي الأسبق محمد عبو، تناولت بالدرس واقع المهاجر المبدع والآفاق التي ينتظرها من موطنه الأصلي، انطلاقا من تجاربه في مجال التنمية والاستثمار.
وفي مداخلة له، شدّد الوزير الأسبق محمد عبو على أهمية الاقتصاد الثقافي في خلق مواطن الشغل، ذاكرا بعض التجارب في فرنسا التي تمكنت عبر الاستثمار الثقافي في خلق ما يناهز 870 ألف موطن شغل بطريقة مباشرة، و650 ألف وظيفة غير مباشرة.
ومثلت هذه الندوة مناسبة استعرض فيها الخبير المستقر في فرنسا، أبوبكر الخلفاوي تجربته في مجال الاستثمار الثقافي، مشيرا إلى أنّ نجاحها انطلق من قريته ببجاية، لافتا إلى أهمية “الانغماس في الثقافة” وما له من دور هام في دفع عجلة التنمية.
وتحدّث الخلفاوي، من موقعه كمستثمر وكرجل أعمال جزائري فرنسي، عن فكرة وظروف تأسيسه لمهرجان قرية جوا، مسقط رأسه (ولاية بجاية) ومساهمة الثقافة في مقاومة التطرف والمحافظة على العادات والتقاليد والخصوصيات الثقافية والحضارية، والقيم الإنسانية للشعب الجزائري بصفة عامة.
ولفت إلى أنّه يعتبر نفسه رجل أعمال ناشط، لا راعيا ثقافيا، متحدّثا في هذا السياق عن شرائه لأحد الحصون بمنطقة النورماندي بفرنسا وتحويله إلى فضاء ثقافي، وتأسيسه لمهرجان القارات الذي أقيمت دورته الأولى في الفترة الممتدة من 5 إلى 8 جويلية وهي تظاهرة ثقافية تهدف إلى تعزيز الثقافة المغاربية والإفريقية.
وفي ختام اللقاء، أشار مدير المهرجان محمد أحمد القابسي، الذي أدار اللقاء، إلى إمكانية إبرام اتفاقية توأمة بين مهرجان القارات بحصن “كيركوفيل” وأيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري.
جدير بالذكر أنّ أيام قرطاج الثقافية للإبداع المهجري، التي أسدل الستار على فعالياتها، الجمعة، تدخل في إطار تكريس البعد التشاركي للعمل الثقافي وتترجم المقاربة الجديدة للدولة التونسية في التعاطي مع ملف الهجرة، في ظل هجرة الكفاءات وذوي المواهب في مختلف مجالات الإبداع.