في حواره مع الموعد اليومي.. رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي: حان الوقت لإصلاح جذري في البرامج التعليمية لصالح أبنائنا

في حواره مع الموعد اليومي.. رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ حميد سعدي: حان الوقت لإصلاح جذري في البرامج التعليمية لصالح أبنائنا

كيف يرى أولياء التلاميذ واقع البرامج التعليمية الحالية؟ وهل تعبر فعلا عن طموحاتهم في تعليم أبنائهم؟

بالنسبة لاتحاد أولياء التلاميذ، فإن البرامج التعليمية الحالية تعكس بشكل ما الواقع الموجود، ولكن لا تزال هناك حاجة ملحة لإجراء تعديلات. حيث يُلاحظ أن البرامج التعليمية تتناسب مع الظروف الحالية، ومع ذلك يجب أن تواكب هذه البرامج التطورات التكنولوجية التي دخلت إلى مجال التعليم. ففي رأي الاتحاد، هذه البرامج بحاجة إلى تحديثات تتماشى مع متطلبات العصر الجديد. هناك أيضا شعور بأن البرامج الحالية ثقيلة على التلاميذ، حيث أن المواد الدراسية كثيرة جدا ومكثفة، مما يجعل من الصعب على التلاميذ التكيف مع هذه الكثافة.

 

ما هي أهم الشكاوى والانشغالات التي يتلقاها اتحاد أولياء التلاميذ بشأن هذه المناهج؟

نحن نتلقى العديد من الشكاوى بشأن كثافة المناهج الدراسية، حيث يشعر التلاميذ بأن المواد الدراسية صعبة للغاية وغير قابلة للاستيعاب بشكل جيد. كما أن هناك تفاوتا في عدد أسابيع الدراسة مقارنة ببعض الدول الأخرى. أولياء الأمور يشيرون إلى أن المناهج قد تكون مزدحمة جدا، وهو ما يجعل التلاميذ في حالة من الإرهاق الفكري. هناك أيضا شكاوى من أن المواد الدراسية لا تتيح مساحة كافية للنشاطات اللاصفية التي من شأنها أن تساعد التلاميذ على تطوير مهاراتهم بشكل متوازن. كما أن الاتحاد يشير إلى ضرورة إعادة النظر في طرق التدريس في المراحل الابتدائية لتخفيف العبء عن التلاميذ.

 

ما هي الحلول التي يقترحها اتحاد أولياء التلاميذ؟

الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ يقترح أن يتم إجراء مراجعة شاملة للبرامج التعليمية الحالية. هذا يشمل إعادة النظر في الدروس المقررة بحيث تكون أكثر توازنا وأقل كثافة. كما يوصي الاتحاد بتخصيص وقت أكبر للأنشطة اللاصفية مثل الأنشطة الرياضية والفكرية والترفيهية، التي تسهم في تطوير التلميذ على الصعيدين العقلي والبدني. من المهم أيضًا أن تكون البرامج الدراسية موجهة بشكل يتناسب مع مستوى التلاميذ، حيث يجب أن يتم تكييف المحتوى التعليمي مع قدرات التلميذ المختلفة بحيث يستطيع الجميع مواكبة المحتوى المقرر.

 

هل هناك مشاركة من اتحاد أولياء التلاميذ في صياغة هذه البرامج؟

الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ لم يكن جزءا فاعلا في صياغة هذه البرامج التعليمية الحالية. وندعو إلى ضرورة إشراك أولياء التلاميذ في هذا الجانب بشكل أكبر، حيث أن لدينا مختصين في مجال التربية وعلم النفس الاجتماعي يمكنهم تقديم آرائهم وتوصياتهم. ونرى أن وجود تمثيل حقيقي لأولياء التلاميذ في هيئة صياغة البرامج سيكون له تأثير إيجابي على البرنامج التعليمي بشكل عام، وهو ما سيساعد في تحسين المناهج التعليمية بما يتناسب مع احتياجات التلاميذ وأولياء أمورهم.

 

كيف يمكن للأسرة دعم إصلاح التعليم في ظل التقدم التكنولوجي؟

دور الأسرة أصبح ذا أهمية متزايدة في ظل التقدم التكنولوجي. يجب على الأسرة أن تكون حريصة على توجيه أبنائها لاستخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي. ولأن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا من حياة التلاميذ، فإنه من الضروري أن يتم استخدامها بعقلانية وبطريقة تعود بالفائدة على التلاميذ في مجالات تعلمهم. الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ يركز على ضرورة تربية الأبناء على الاستخدام المسؤول لهذه التكنولوجيا، مع الحرص على مراقبة الأنشطة التي يقوم بها التلاميذ على الإنترنت، لضمان سلامتهم وتوجيههم بشكل إيجابي.

 

ما هو تصور الاتحاد بالنسبة لدور التربية الإسلامية في الإصلاحات التعليمية؟

أرى أن التربية الإسلامية يجب أن تظل جزءا أساسيًا من المناهج التعليمية. التربية الإسلامية لا تقتصر فقط على تعليم الدين، بل تشمل أيضا القيم الأخلاقية التي تشكل الشخصية الوطنية للتلميذ. كما نشدد على ضرورة أن تكون التربية الإسلامية عنصرا محوريا في البرامج الدراسية، مما يساهم في تعزيز الهوية الثقافية والدينية للجزائريين. الاتحاد يطالب، بأن تكون التربية الأخلاقية جزءا من العملية التعليمية، لضمان تنشئة أجيال قادرة على مواجهة التحديات الأخلاقية التي قد تواجهها في المستقبل. كما يُعتبر أن التربية الإسلامية تسهم بشكل كبير في تشكيل سلوك التلاميذ وتعزيز روح المواطنة لديهم.

 

كلمة أخيرة السيد سعدي:

نحن في الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ نأمل أن يتم أخذ هذه التوصيات بعين الاعتبار، وأن تساهم في تحسين البرامج التعليمية بما يحقق مصلحة التلاميذ. والهدف الأسمى هو خلق بيئة تعليمية متوازنة، تواكب التطورات وتعمل على بناء جيل متعلم، متمكن من مواكبة التحديات الحديثة، وقادر على إفادة المجتمع والبلاد في المستقبل.

حاوره: محمد بوسلامة