كشف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الثلاثاء، عن تكريم أزيد من 30 شخصية يوم الـ2ماي القادم في حفل إسداء أوسمة الاستحقاق الوطني، منهم الدكتور الراحل زهير احدادن والراحلة صفية كتو والطاهر بن عيشة
والجيلالي اليابس عرفانا لما قدموه من إثراءات ثقافية وعلمية لبلادنا.
وأبرز وزير القطاع في برنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى أن تكريم أعلام ورموز الثقافة واجب يحرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ترسيخه سنويا بإسداء أوسمة مصف الاستحقاق الوطني لكبار الأدباء والمفكرين والفنانين والمبدعين نظير ما قدموه من عطاءات لإثراء الثقافة الوطنية.
وقدم وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قراءة في رسالة رئيس الجمهورية التي بعثها، الإثنين، بمناسبة يوم العلم وقال إن رسالة الرئيس كانت واضحة ذكر فيها بأن المجتمع الجزائري سني وهو مطالب بالالتفاف حول مرجعيته التي رصت صفه وصانت وحدته من كل الأخطار، محذرا من الأفكار الدخيلة التي تنتشر تدريجيا وتتحول لمشاريع فتن وتطرف يصعب مواجهتها إذا ما تغلغلت في عمق المجتمع.
واستطرد وزير الثقافة قائلا: “إن رئيس الجمهورية دأب منذ 1999 على توجيه رسائل للأمة في هذه المناسبة للتذكير بجهود الدولة في دعم التعليم وتطويره وبأهمية طلب العلم وكسب المعرفة مع استحضار نضالات رواد الفكر والمعرفة على رأسهم المرجع الروحي لهذا اليوم، وهو رائد النهضة الفكرية العلامة عبد الحميد بن باديس”.
حفظ الأرشيف الثقافي أخذ حيزا هاما من حديث وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي أعلن عن رقمنة 15 عملا سينمائيا آخرها فيلم “تحيا يا ديدو” في انتظار رقمنة 25 فيلما آخرا من روائع السينما الجزائرية، منوها بدور المركز الوطني للسمعي البصري في هذا المجال مع التتبع المستمر لاسترجاع الأرشيف الجزائري بالخارج خاصة منه الأرشيف السينمائي المتعلق بالثورة التحريرية.
وأكد ميهوبي في هذا الخصوص على استحداث موقع خاص لحفظ الذاكرة الفنية الجزائرية بالتنسيق مع مؤسسات متخصصة، مذكرا بتنظيم ندوة حول الأرشيف الفلمي وطرق حفظه منذ 3 أشهر للتعريف بطرق حفظ الأرشيف السينمائي تفاديا لضياعه واتلافه.
ولدى تطرقه لمسألة الاستثمار الثقافي، أفاد ضيف الأولى بأن قطاع الثقافة من القطاعات التي لم تكتشف بعد من قبل المستثمرين لأنه يتوفر على إمكانيات كبيرة قد تكون مصدر ثروة تحقق في بعض البلدان أكثر ما تحققه صناعة السيارات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في الصناعة السينمائية وصناعة الكتاب، ومع ذلك يضيف ذات المتحدث، فإن هناك 5 مشاريع هامة بدأت تدخل حيز التنفيذ في مجال الاستثمار السينمائي.
وتوقف ميهوبي في هذا السياق عند أهمية ترقية الموروث الثقافي الجزائري وتحويل نمط تسيير المواقع الأثرية إلى تسيير اقتصادي بحث تابع لقطاع السياحة، الذي يفترض أن يروج لهذه المعالم ويحولها لمنتوج اقتصادي قائلا: “قطاع الثقافة ليس مطالبا بممارسة عمل تجاري، فدوره يقتصر على الحفاظ على المعالم الأثرية وصيانتها فقط كما هو معمول به في عدد من دول العالم ونحن اليوم نقترب من بلورة فكرة مشتركة بتعزيز اللقاءات الدورية”.
وبالحديث عن المواقع الأثرية التي تكتنزها بلادنا والتي تتعرض للنهب والسرقة والاهمال، أكد وزير الثقافة اعتزام الوزارة القيام بعملية مسح واسعة لإحصاء المناطق التي يرى الباحثون أنها مواقع أثرية، وقد تم في هذا الصدد وكبداية اكتشاف مواقع لم يقدم وزير القطاع تفاصيل عن عددها، مكتفيا بالقول: “لقد تم تحديد مساحتها واطارات المركز الوطني للأبحاث الأثرية يتنقلون أسبوعيا لاكتشاف مناطق أخرى وتحديد خصوصيتها قصد التكفل بها لاحقا”.