الجزائر- أجرى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الأربعاء، محادثات مع نظيره الفرنسي الرئيس إيمانويل ماكرون، تناولت تفعيل مشاريع التعاون والشراكة بين البلدين وكذا سبل حل الأزمة في مالي.
وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية، الخميس، أن رئيسي الدولتين “أعربا عن ارتياحهما للإجراءات المتفق عليها من أجل تفعيل مشاريع التعاون والشراكة المشتركة سيما تحسبا لزيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس إيمانويل
ماكرون إلى الجزائر خلال الأسابيع المقبلة”.
وأوضح المصدر أن “الرئيسين بوتفليقة وماكرون تبادلا وجهات النظر حول السبل والوسائل الكفيلة بالمساهمة في تسريع عملية تجسيد اتفاق الجزائر من أجل السلم والمصالحة الوطنية في شمال مالي الذي كلفت الجزائر بمتابعة تطبيقه بالتعاون مع شركاء دوليين آخرين لمالي من بينهم فرنسا”.
وأضاف مصدر طلب عدم نشر اسمه، الخميس، لوكالة “رويترز”، أن ماكرون اقترح اتخاذ “إجراءات ملموسة” إزاء الوضع في مالي، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة.
وكان رئيسا البلدين، قد أكدا في مكالمة هاتفية مطلع جوان، في محادثتهما، على “عزمهما المشترك في تضافر الجهود قصد اجتثاث الإرهاب”، كما “تبادلا وجهة نظرهما حول الوضع في ليبيا ومالي، وأكدا عزمهما المشترك في تضافر الجهود قصد اجتثاث الإرهاب في منطقة الساحل”.
ومن المرتقب أن تكون هذه المباحثات وأخرى ضمن جدول أعمال اللقاء الذي سيجمع بين رئيسي الدولتين في الأيام القادمة، خلال زيارة يرتقب أن يجريها الرئيس الفرنسي الجديد إلى الجزائر.
وحل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بالجزائر، في 13 جوان الماضي، في زيارة عمل دامت يومين، جاءت تحضيرا لزيارة ماكرون إلى الجزائر.
وقال لودريان إن الرئيس إيمانويل ماكرون كلفه بإجراء هذه الزيارة إلى الجزائر ونقل “رسالة الصداقة التي توجهها فرنسا والشعب الفرنسي للجزائر وشعبها”.
وصرح الوزير الفرنسي قائلا “قدمت في سياق تطبعه ثقة وإرادة لإضفاء حركية جديدة وشراكة نوعية على علاقاتنا بالنظر إلى العلاقات القوية التي تجمعنا والواجب تعزيزها في الأشهر والسنوات المقبلة”، مضيفا أن الزيارة المقبلة التي سيقوم بها إيمانويل ماكرون إلى الجزائر ترد كذلك ضمن جدول أعمال هذه الزيارة.
من جهة أخرى، أوضح الوزير الفرنسي أنه أجرى محادثات “جد معمقة” حول مسائل إقليمية ودولية شكلت مكافحة الإرهاب محورها المشترك، مؤكدا أن “هذا العزم هو الذي يجعلنا نأمل في حل سياسي في ليبيا”، موضحا أن الجزائر وفرنسا اتفقتا على “مضاعفة جهودهما للتوصل إلى حل سياسي شامل يسمح بالحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا ودعم مسار سلام يفضي إلى استتباب السلام والطمأنينة”.
وخلص إلى القول “لقد تحدثنا مطولا حول الوضع في الساحل ومالي مع إرادة مشتركة في التوصل إلى تنفيذ اتفاق الجزائر الذي نتمسك به كثيرا لأنه الوسيلة الوحيدة لمكافحة الإرهاب”.