-
تنسيق حكومي ومجتمعي لضمان استقرار الأسواق في رمضان
تعد التحضيرات لشهر رمضان في الجزائر من أولويات الحكومة والمجتمع المدني، حيث يتم التنسيق بين مختلف الأطراف لضمان استقرار الأسواق وتلبية احتياجات المواطنين خلال هذا الشهر الفضيل.
في هذا السياق، تتبنى الحكومة العديد من الإجراءات الاستباقية لمكافحة المضاربة وضمان توافر السلع الأساسية بأسعار معقولة، بينما يلعب المجتمع المدني دورًا محوريًا في مراقبة الأسواق وحماية حقوق المستهلكين. هذه الجهود المشتركة، تمثل نموذجًا للتعاون بين السلطات المحلية والهيئات المجتمعية لضمان أن يكون شهر رمضان 2025 فرصة لتلبية احتياجات المواطنين من دون التأثير على استقرار السوق المحلي.
التحذيرات المسبقة لشهر رمضان
في إطار التحضيرات لشهر رمضان، أشار فادي تميم، المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، في تصريح خص به “الموعد اليومي”، إلى أن التحذيرات المتعلقة بشهر رمضان بدأت مبكرًا هذا العام. وقد جاء تدخل رئيس الجمهورية في آخر اجتماع لمجلس الوزراء ليؤكد ضرورة التصدي للمضاربة والتخزين غير المشروع للسلع. حيث أطلق الرئيس رسالة شديدة اللهجة ضد هذه الممارسات، مشددا على ضرورة تطبيق قانون مكافحة المضاربة غير المشروعة بكل حزم، وتوقيع أقسى العقوبات على المخالفين، لحماية الأسواق من محاولات رفع الأسعار خلال الشهر الفضيل.
إجراءات وزارة التجارة والمجتمع المدني
كما أكد فادي تميم أن وزارة التجارة نظمت اجتماعا مع المجلس الوطني الاقتصادي، تم من خلاله الاتفاق على استثناءات لتقديم تخفيضات على المواد الغذائية من قبل المتعاملين الاقتصاديين خلال رمضان. ومن جهة أخرى، تم الإعلان عن زيادة كميات اللحوم الحمراء المستوردة خلال هذه الفترة لضمان تلبية الطلب دون التأثير على الإنتاج المحلي. وأشار تميم أيضا، إلى التعاون بين وزارة التجارة وجمعيات حماية المستهلك، والهلال الأحمر، والاتحاد العام للتجار والخرافيين، وذلك لمراقبة الأسواق بشكل فعّال. وتعمل هذه الجهات على تحذير المستهلكين بشأن الأسواق الجوارية، ومكافحة ظاهرة تخزين السلع بشكل غير قانوني. كما دعا تميم المواطنين، إلى التبليغ عن المخازن غير المشروعة للمساهمة في الحفاظ على استقرار الأسعار.
دور الأسواق الجوارية
وفيما يتعلق بالأسواق الجوارية، أكد تميم على دورها الاستراتيجي كأداة هامة لوزارة التجارة في توفير المواد بأسعار منافسة. وركز على ضرورة توفير توزيع عادل للسلع في هذه الأسواق في جميع مناطق البلاد، مع ضمان تنوع المنتجات ووجود كافة المتعاملين الاقتصاديين. هذه المبادرة تهدف إلى ضمان أسعار منخفضة وتحقيق استفادة أكبر للمستهلكين.
دور وزارة الفلاحة
ومن جانب آخر، شدد فادي تميم على ضرورة أن تلعب وزارة الفلاحة دورًدا حيويا في تخزين المنتجات الزراعية واللحوم البيضاء لضمان توافرها خلال الأيام الأولى من شهر رمضان. هذه الخطوة تعد جزءًا من الجهود المتكاملة بين الحكومة، المؤسسات المدنية، والمستهلكين لضمان توفير السلع الأساسية بأسعار معقولة ومكافحة أي محاولات للمضاربة أو احتكار السوق. وفي الختام، أكد المنسق الوطني للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، أن استمرار هذه الإجراءات الاستباقية، يتأكد للجميع أن رمضان 2025 سيكون فرصة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية، بينما يتم الحفاظ على استقرار السوق المحلي وحماية حقوق المستهلكين، مؤكدًا أن هذا التعاون المثمر بين مختلف الجهات المعنية يعكس التزام الجزائر بتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات المواطنين وضمان الأمن الاقتصادي خلال أشهر رمضان، ويعزز الثقة في قدرة الدولة على التصدي للتحديات الاقتصادية بشكل فعال ومستدام.
إيمان عبروس