يعتبر مرض السكري من أبرز الأمراض المزمنة التي تهدد صحة الملايين حول العالم، بما في ذلك في الجزائر، حيث يُسجل ارتفاعا ملحوظا في أعداد المصابين.
ويعتبر الأنسولين من العلاجات الأساسية والضرورية لمرضى السكري من النوع الأول، وبعض حالات النوع الثاني، حيث يلعب دورًا حيويًا في تنظيم مستوى السكر في الدم والحفاظ على حياة المرضى. في الجزائر، ومع تزايد أعداد المصابين بالسكري، أصبح توفير الأنسولين بشكل مستدام أمرًا بالغ الأهمية لضمان حصول المرضى على العلاج الفعال والمنتظم. الأنسولين لا يُعد فقط علاجًا أساسيًا، بل هو عنصر حاسم في الوقاية من المضاعفات الخطيرة للسكري، مثل أمراض القلب، الفشل الكلوي، وأضرار الأعصاب. وبالنظر إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها قطاع الصحة في الجزائر، فإن تعزيز القدرة المحلية على إنتاج الأنسولين يمثل خطوة هامة نحو الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد، مما يعزز القدرة على توفير العلاج لجميع المرضى بشكل مستمر. وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة فايزة وحيون، المديرة الطبية لمجمع “بيوكير بيوتك” في تصريح خاصت به “الموعد اليومي”، أن المجمع حقق إنجازًا هامًا في مجال الصناعة الصيدلانية بإنتاج الأنسولين محليًا، مما يعد قفزة نوعية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليص فاتورة الاستيراد. كما أوضحت الدكتورة وحيون أن المشروع انطلق منذ حوالي 18 شهرًا بإنتاج أول مادة أنسولين “غلاغجين” جزائرية 100 بالمائة، ابتداءً من بلورات الأنسولين. وأكدت أنه بحلول عام 2024، تمكن المجمع من توفير هذا الدواء للسوق المحلية بالكامل، مما ساهم في تقليص فاتورة الاستيراد بمقدار 120 مليون يورو. وأضافت أن بيوكير بيوتك لم تتوقف عند هذا الإنجاز، حيث قامت خلال الربع الرابع من عام 2024 بإنتاج وتسويق نوعين جديدين من الأنسولين، هما “أنسولين غابيد” و”أنسولين ميكس”، لتلبية احتياجات السوق الوطنية بشكل كامل. كما كشفت الدكتورة وحيون للموعد اليومي، أن المجمع استثمر في مصنع جديد يهدف إلى تصنيع الأنسولين والهرمونات، مع توقع بدء تشغيله بنهاية العام الجاري. وأشارت إلى أن قدرة الإنتاج ستصل إلى 100 مليون قلم أنسولين سنويًا، أي ما يعادل ضعف احتياجات السوق الوطنية، ما يفتح آفاقًا للتصدير. مضيفة أن هذه الجهود تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في الأنسولين وتقليص فاتورة الاستيراد، التي قد تصل على المدى المتوسط إلى حوالي 400 مليون يورو.
إيمان عبروس
