في تصريحه للموعد اليومي.. الأستاذ والمحلل السياسي وحيد بوطريق: ماكرون بين مطرقة اليمين المتطرف الداخلي وسندان المغامرات السياسية الخارجية

في تصريحه للموعد اليومي.. الأستاذ والمحلل السياسي وحيد بوطريق: ماكرون بين مطرقة اليمين المتطرف الداخلي وسندان المغامرات السياسية الخارجية

أكد الأستاذ وحيد بوطريق في تصريح لجريدة “الموعد اليومي” أن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعكس بوضوح الأزمات السياسية والاجتماعية المتفاقمة داخل فرنسا.

وأوضح بوطريق، أن ماكرون الذي يعاني من انعدام التوافق السياسي والدعم الشعبي يبدو مضطرا لاتخاذ مواقف وصفها بـ”المغامرة” في محاولة لاستمالة تيارات مثل اليمين المتطرف ولوبيات مؤثرة كالصهيونية العالمية بهدف تعزيز موقعه السياسي واستكمال ولايته الرئاسية. وأشار بوتريك إلى أن فرنسا تمر بأزمة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تشمل أوضاعا سياسية واجتماعية خانقة ودينا عاما يتجاوز المليارات من اليوروهات. كما شهدت فرنسا انتكاسات سياسية خارجية من أبرزها تراجع نفوذها في القارة الإفريقية بعد انسحابها من مالي والنيجر فضلا عن خسارة صفقات استراتيجية كصفقة الغواصات مع أستراليا. وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الفرنسية أوضح بوتريك أن التوتر بين البلدين يتجدد باستمرار إلا أن الروابط التاريخية والثقافية والمصالح المشتركة تجعل من القطيعة الكاملة أمرا مستبعدا. وأضاف أن الجزائر اتخذت خطوات حاسمة لإعادة ترتيب أولوياتها الاقتصادية خاصة في علاقاتها مع أوروبا وفرنسا وبدأت في مراجعة الاتفاقيات التجارية غير المتكافئة مع الاتحاد الأوروبي ما أثار استياء فرنسا. وأشار بوطريق، إلى أن الجزائر تسعى لتحقيق تنمية اقتصادية وزراعية مستقلة تعزز من مكانتها في المنطقة وهو ما أزعج الجانب الفرنسي الذي يرغب في الحفاظ على الجزائر كسوق تابعة له. واختتم بوتريك تصريحه بالتأكيد على أن التوتر بين الجزائر وفرنسا سيظل قائما بفعل الضرورات السياسية والاقتصادية لكنه محكوم بتوازنات تجعل من القطيعة الكاملة سيناريو بعيد المنال.

محمد بوسلامة