تمر علينا هذه الأيام، الذكرى السابعة بعد المئة، لوعد بلفور المشؤوم، الذي منح الحركة الصهيونية واليهود في العالم الضوء الأخضر لإقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين، على أنقاض الشعب الفلسطيني.
وقد اعتبر السفير الفلسطيني في الجزائر، فايز أبو عيطة، أن هذا الوعد هو “من لا يملك لمن لا يستحق” صادر من وزير خارجية بريطانيا. وفي حديثه، أوضح أبو عيطة أن هذا الوعد المجرم ساهم في تأسيس الكيان الغاشم على أرض فلسطين، مما أدى إلى نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين. ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لأبشع عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ، حيث بلغ عدد الشهداء نحو 43 ألف شهيد و102 ألف جريح، بالإضافة إلى تدمير 80 بالمائة من مباني قطاع غزة. كما ذكر أن هناك أكثر من 700 شهيد في الضفة الغربية، وتدمير العديد من المخيمات والقرى. ودعا السفير الفلسطيني، المجتمع الدولي إلى الاستيقاظ من سباته ومحاسبة “هذا الكيان المجرم”، مشدداً على أهمية اتخاذ موقف دولي واضح ضد إسرائيل، خاصة بعد سحب اعترافها بدولة الاحتلال من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهو ما يشير إلى نية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وأشاد أبو عيطة، بمواقف الجزائر الشقيقة تجاه القضية الفلسطينية، معتبرا أن الجزائر تقوم بجهود غير مسبوقة لنصرة ودعم القضية، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة أو عبر دعم دولة فلسطين ماديا وسياسيا. وأشار إلى دور الجزائر، كعضو ممثل عن المجموعة العربية في مجلس الأمن، حيث تقدمت بالعديد من مشاريع القرارات التي تهدف لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. وكشف عن أن مشروع القرار الجزائري، حصل على تأييد 14 دولة، فيما كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي عرقلت هذا المشروع. ومع ذلك، أحرز تقدما كبيرا حيث تم نقل المعركة إلى الجمعية العامة، حيث حصلت فلسطين على 149 صوتا لصالح الاعتراف بالعضوية الكاملة. وفي ختام كلمته، أثنى السفير الفلسطيني على الدعم التاريخي الذي تقدمه الجزائر للشعب الفلسطيني، معربا عن تقديره لمواقف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي أكد استمراره في دعم أسطوري للقضية الفلسطينية وعلى ضرورة إعادة الإعمار في قطاع غزة وإعادة الحياة للشعب الفلسطيني.
محمد بوسلامة
