في تجسيد واضح لأسمى المعاني وأعذب الكلام. مخلوفي ابتسام.. مبدعة صوفية الهواء والهوى

elmaouid

المبدعة مخلوفي ابتسام من مواليد ولاية تبسة، متحصلة على الماستر في علم الاجتماع، وتشغل منصب أستاذة في التكوين المهني، لم تمنعها وظيفتها ولا التزاماتها من أن تكون كاتبة لها عدة نصوص، شاركت

المبدعة في عدة أمسيات شعرية، برامج إذاعية، كما نشر لها عدد من النصوص في جرائد.. ولها مشروع مؤلف يضم نصوصا فلسفية وقصصا قصيرة.

 

 

اقتربت “الموعد اليومي” من المبدعة ابتسام مخلوفي في مؤانسة وحوار شيق وصريح ندعوكم لمتابعة تفاصيله في صفحة وجدانيات…

 

– ابتسام مخلوفي مبدعة شابة، أكاديمية متخصصة في علم الاجتماع بين هذا وذاك، أين يكمن حرف ابتسام؟

* السلام عليكم أول شيء يسرني جدا أن أكون ضيفة هذا العدد من جريدة “الموعد اليومي “، بالنسبة للتخصص الأكاديمي دون شك يؤثر في أسلوب الكاتب بشكل أو بآخر؛ بالنسبة لي الحرف جزء من كينونتي وأنا جزء من النسق الكلي لهذا المجتمع نؤثر فيه و نتأثر به.. الطابع الاجتماعي لا يخلو من أي نص لأن النصوص لا تأتي من العدم، هي تعبر عن الصراعات بكل أشكالها سواء كانت جمالية أو غير ذلك، لذا دائما ما نجدنا نخاطب الآخر والكاتب أو الشاعر تختلف طريقة المخاطبة لديه، حيث يكون فيها الأسلوب شاعريا وبشكل عميق ومعبر أكثر…

 

-في نصوصك ينام الحلم ويستيقظ على إخبارنا بأنك صوفية الهوى و المعنى، هل النص الصوفي هو الذي يحدد توجه الحالة الشعرية لديك؟

* بالنسبة للنزعة الصوفية بدأ ميلي لها منذ انتبهت روحي لشهيدة العشق الإلهي رابعة العدوية، فأول ما قرأت قصتها و أشعارها شدتني بشكل غريب ورهيب، شعرت أنها تحاكيني فتعمقت أكثر في الصوفية وبشكل دقيق في الشعر الصوفي .. وقرأت لشعراء الصوفية و تهت في محاكاتهم الشفيفة للحرف السماوي فوجدتني أتوجه بشكل مخدر و جميل نحوها ولم أمنع نفسي من ذلك و تركت العنان لحالاتي الشعرية أن تتعطر بعبق التصوف…

 

– تميلين وتعشقين الفلسفة، هل برأيك هي تفاعل النص مع الإنسان..؟

* بالنسبة للفلسفة وعلاقتها بالشعر أو النص سأختصرها بمقولة الطاهر وطار حين قال: “كلما كانت الفلسفة تسأل كان الشعر يجيب … “، هنا نجد أن الفلسفة التي هي تحمل في رحمها أسئلة لا متناهية ستكون إجاباتها أجمل حين يكسوها الطابع الشعري الذي لا يتعب من إزاحة الستار حول الغموض، ويسعى لتسليط الضوء على الأشياء المتخفية التي لا تجيد التعبير عن نفسها .. الفلسفة أسلوب حياة والأروع أن تكون أسلوب كتابة هوسي بها يفتح شهيتي للكتابة أكثر …

 

– لمن تقرأ ابتسام وكم معدل القراءة لديك وهل يتناسب مع ما تكتبين أسبوعيا؟

* بالنسبة للكتاب أو النوع الأدبي الذي أقرأه، فأنا أميل لشعراء الصوفية بشراهة أمثال الحلاج والرومي وابن الفارض، أسعى دوما للاطلاع الإلكتروني بحكم قلة الكتب الورقية فيها وكذا الكتب الفلسفية بحثا عن الحكمة التي تجعل الكتابة ناضجة أكثر.. أضف لذلك لشعراء بلدي المثيرين للاهتمام بحرفهم المتميز.. أما بالنسبة للكتابة فأنا لا أكتب بوتيرة واحدة ولكن حسب الحالة النفسية وعادة أحتاج لطقوس معينة لذلك…

 

– تنتمين لمدينة أثرية رومانية و تراثية لها ثقافة تميزها، هل لها صورة في نصوصك؟

* الآثار عبارة عن رمز فخم وعتيق، في بعض نصوصي لمسة ما تشبه الخوض في خبايا الأساطير.. أحب التراث حتى أنني حين ألمح بعض الغبار على أحرفي أتركه أحسه يشبه تاريخا ما سيظل خالدا .. تفاصيل المدينة أكيد تكون مصدرا ملهما لي …

 

– هل أنت راضية على المشهد الثقافي في الجزائر بشكل عام وماذا أضاف لك الفضاء الافتراضي؟

*الجزائر تزخر بطاقات شابة موهوبة و تملك حسا شاعريا جميلا وأسلوبا حديثا يتماشى مع تطورات العصر.. فقط نحتاج أكثر لثورة أدبية ولاستقطاب أكثر لتلك الطاقات… بالنسبة للعالم الافتراضي أضاف لي الكثير هو وسيلة أسهل للتواصل وتبادل الثقافات وإبراز الذات، هو يفتح المجال لتلاقي الشعراء وتكوين طبقة أدبية واسعة النطاق…

 

– شيء لم نتناوله وتريدين إضافته أو طرحه

* في هذا السياق أشكر استضافتكم الطيبة، خاصة وأن المرأة المبدعة تحتاج لدفع قوي لتواصل مسيرتها دون خوف أو تردد وأنتم تسعون لذلك…

 

– كلمة تقولها ابتسام لقراء جريدة الموعد اليومي

* أرجو أن أكون خفيفة الروح على جميع القراء ؛ مسرورة جدا بكل من مر من هنا وقرأ بعضا منها.

 

النصوص:

النص الأول

لا ظل للوقت يحدد وجهة الأيام، كلما تنفس البعد عمر المسافة، تتبعثر في كفها الأمنيات التي تمشي نحو الريح بخطى عارية يكسوها الضياع لا فرق بين الـ هنا والـ هناك إلا بشهقة عاشقة الطريق نحو الغرق، صولجان يشق النبض نصفين، ينتفض الدمع المخضب بالجوى مرتين … لا نجاة من صهيل روح تصلي في صلصال الهوى

 

النص الثاني

صوتك المسجون

في فم المسافة

يحتاج تحررا

من الطين حتى يصلني

قل شيئا

ولو باردا

حتى ينطق الماء

على جبين النار

حتى يختصر العمر

في نبضة طويلة الصدى

ترتعش لها أصابع اللغة …

 

النص الثالث

خمر السماء صوته يغسل جسد الألهة، يبارك سمرة الذهب في حفنة ماءه عذب المخضب بنكهة النار طيفها / ظله ميلاد للنور في وجه الحقيقة يؤذن لصلاة ،الروح (القدس).

 

النص الرابع

القلب صخرة ملتهبة

منها ينساب وجهك

على المعنى يبللني

أراك في العتمة

أبيض الرائحة

أتدحرج نحوي

اصعد نحو الأسفل

يصرخ الهواء منتشيا

سقوطك لا صوت له …

 

النص الخامس

 لا غربة هناك حيث السماء أرض خصبة بك، عمرا يطول كل نجمة بحجم النور الذي يطوق خصر أنثى في عينيها تقام مناسك العشق وعلى صدرها تغفو ألف قصيدة للموت