أطلقت الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة بالجزائر حملة توعوية حول ماهية الدواء “الجنيس” وتقريب مفهومه، الحملة التي لاقت تجاوبا كبيرا من المواطنين، الذين اقتربوا من أعضاء الجمعية من طلبة الصيدلة و طرحوا
انشغالاتهم واستفساراتهم حول هذا الدواء، حيث قدم أعضاء الجمعية الأجوبة اللازمة والشافية لكافة استفسارات المواطنين في محاولة جادة وهادفة إلى كسب ثقة المواطن في هذا الدواء الذي يعد علاجا ناجعا مثل الدواء الأصلي.
هذا وحاول أعضاء الجمعية العلمية لطلبة الصيدلة بالجزائر تقريب مفهوم الدواء الجنيس للمواطنين الذين يجهل عدد كبير منهم الفرق بينه وبين الدواء الأصلي، والذي لا يعدو أن يكون اختلافا في الاسم التجاري والتغليف والذوق أو اللون، فيما يظل المبدأ في التداوي نفسه الذي يقوم عليه كلاهما.
فرصة لتصحيح المفاهيم وتقريبها
كشف عديد المواطنين الذين ترددوا على جناح الجمعية بساحة البريد المركزي بالعاصمة، عن حاجتهم إلى مثل هذه الأيام التحسيسية التي تلعب دورا هاما في إكسابهم ثقافة صحية تنفعهم في حياتهم، وتصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم التي قد تعرقل مسيرة العلاج، خاصة في ما يتعلق بالدواء الجنيس الذي يرفضه الكثيرون رغم أنه لا يختلف عن الدواء الأصلي ، لأن كلا الدوائين يعتمدان على التركيبة نفسها الموجّهة لمعالجة الداء، غير أن الاختلاف الذي يجعل الدواء جنيسا، هو تعديل بعض المخابر التي تتبنى التركيبة العلاجية للذوق أو اللون، ولعل هذا ما يحدث الاختلاف. أما من حيث الفعالية العلاجية، فتظل نفسها التي يقوم عليها الدواء الأصلي، وهو ما يرفضه الكثير من المواطنين عند اقتنائهم الدواء من الصيدلية.
اختلاف في المظهر واشتراك في الفعالية
اعتمدت الجمعية على استراتيجية مبسطة لتقريب المفاهيم للمواطنين وإقناعهم بالخصائص العلاجية الموجودة في الدواء الجنيس، والتي تعتبر في حقيقة الأمر نفسها الموجودة في الدواء الأصلي، حيث تؤكد عضو بالجمعية أن الفرق الوحيد هو أن بعض المخابر تقوم بالبحوث والتجارب، ومن ثم تطرح الإنتاج بعد التأكد من نجاعته وفعاليته، أما الدواء الجنيس فتختصر فيه المخابر كل هذه المراحل وتقوم مباشرة بإنتاج الدواء مع إدراج بعض التغييرات التي لا تمس التركيبة العلاجية، وإنما تخص الذوق أو اللون ليظهر الاختلاف، وهو ما يجب أن يقتنع به المواطنون أولا، خاصة وأن اختيار الدواء الجنيس يعود بالفائدة على صاحبه، فمن جهة يتم إعفاؤه من مصاريف البحث الخاصة بتحضير الدواء، والتي لا تدخل في مبلغ الدواء البديل، لأنّ ملف التركيبة جاهز، فضلا عن إمكانية معالجة الحساسية التي يمكن أن يتسبب فيها الدواء الأصلي من خلال معالجتها بالدواء البديل”.
مساع جادة لتوفير الدواء الجنيس
أكدت عضو بالجمعية أن المخابر الجزائرية معروفة بفعاليتها في متابعة الأدوية الجنيسة، مما يجعل المواطن يقبل على اقتنائها من دون أي خوف، مشيرة إلى أنها تمكنت مؤخرا من إيقاف دوائين جنيسين عن دخول الأسواق الجزائرية، بعدما ثبتت عدم فعاليتهما وقد تم توقيفهما على الصعيد العالمي، تقول “الأمر الذي يدعونا إلى وضع ثقتنا في مخابرنا، خاصة أن الجزائر لم تصل إلى مرحلة إنتاج أدوية أصلية وأغلب الأدوية المسوقة بالصيدليات جنيسة معدة بالمخابر الجزائرية”.
إقبال لافت وتفاعل إيجابي من المواطنين
أكد القائمون على الحملة التحسيسية أن التفاعل كان كبيرا جدا من المواطنين الذين أقبلوا من أجل الاستفادة وتصحيح جملة من المعتقدات الخاطئة التي كان يؤمنون بها، والتي تشير في مجملها إلى أن الدواء الجنيس لا يمكنه أن يحل مطلقا محل الدواء الأصلي، الذي يكون أقل فعالية، ولا يأتي بالنتائج المرجوة منه، كما أكد القائمون على أن الاقتناع بأن الدواء ذو فعالية مرتبط بالحالة النفسية، أكثر من أي شيء آخر، بمعنى أنه إذا اقتنع المريض بأن الدواء الجنيس يعالج مرضه، وإن لم يأت العلاج بالنتيجة المرجوة، فهذا لا يعني أن الدواء غير فعال وإنما ينبغي تغييره فقط”.
هذا وبحسب المتحدث ذاته، فإن الجمعية دأبت منذ 2009 على تبني هدفين، أولهما الاهتمام بتكوين طلبة الصيدلة من جهة، ومن جهة أخرى العمل على توعية الموطنين ببعض الأمور التي تهمهم وتسهم في توعيتهم وإكسابهم ثقافة صحية، مشيرة إلى اختيار موضوع معين في كل مرة يخص الصحة العمومية، ومن ثم يتم الاحتكاك بالمواطنين قصد توعيتهم.
ما هو الدواء الجنيس؟
عندما ينقطع أحد الأدوية ذات العلامة التجارية (المشهورة بعلاجها لمرض ما)، فإنه يمكن الموافقة على طرح دواء جنيس للبيع في الأسواق. وتملك الأدوية الجنيسة نفس آلية العمل والاستعمال والجرعة والتأثير، كما يجب أن تكون لديها المعايير نفسها الخاصة بالجودة والسلامة.
ويجب على هيئة الغذاء والدواء مراجعة التصاريح للأدوية الجنيسة وتسجيلها.