في انتظار فرض سيطرتها على فضاءات التجمعات السكانية… العاصمة تراهن على تهيئة الغابات قبل حلول الربيع

elmaouid

تسابق بلديات العاصمة الزمن للانخراط في المسعى الذي دعا إليه والي الولاية عبد الخالق صيودة، من خلال تهيئة غاباتها الخاضعة لمخطط عصرنة الولاية وتطويرها والممتد حتى سنة 2029، من خلال التشجير وإخضاعها لعمليات التحسين وتأهيل المساحات الخضراء التي تتخللها مع رفع كل الشوائب بها سيما الأحراش بالنسبة لتلك البعيدة عن التجمعات السكانية أو النفايات للحضرية منها، وخلق فضاءات للترفيه موجهة للعائلات والأطفال وهذا في إطار رهان يقضي بتهيئة العشرات قبيل حلول الربيع، إذ سيستأنف النشاط مجددا ضمن مسعى وطني لغرس أكثر من 40 مليون شجرة، في وقت تحفّظت فيه هذه البلديات على تلك الفضاءات والمساحات الشاغرة والحدائق على مستوى السكنات الجماعية التي هي عرضة للإهمال، وكثيرا ما يطالها التخريب دون أن تمتد يد الردع للحد منها وحماية المساحات الخضراء.

استجابت كثير من بلديات العاصمة لتعليمات الوالي عبد الخالق صيودة،  ووجهت جهودها نحو أكثر من 30 غابة بعد التمكّن من إعادة الاعتبار لـ 14 مساحة منتشرة في ربوعها، وهذا بغية توسيع مجالات الترويح عن النفس وفك الخناق عن أولئك الذين يقطنون أحياء مغلقة على نفسها بسبب مشكل العقار، إذ أجبر النقص المسجل على مستوى فضاءات الترفيه بالعاصمة ذات المصالح على التحرك صوب الغابات الكثيرة المنتشرة في بلدياتها واستغلال هذه الثروة الربانية في فائدة العائلات، وهذا بالتنسيق مع مصالح محافظة الغابات التي تعمل على خلق أكبر قدر ممكن من فضاءات الترفيه ورد الاعتبار للغابات المهملة، التي تم استغلالها من قبل المنحرفين، وتحولت إلى مكان لرمي النفايات، وأصبحت مصدر إزعاج السكان، وهو الأمر الذي شجع حتى المجتمع المدني على تقديم إسهاماته لإنجاح المبادرة التي خصص لها الوالي اعتمادات مالية بلغت 1.36 مليار دينار، وهي اعتمادات كفيلة بخلق أو تحسين أو تأهيل المساحات الخضراء، والمحافظة عليها بالمتابعة المستمرة والصيانة الدائمة لكل مرافقها.

وتحرص جميع المصالح والفعاليات المشاركة في المبادرة على رفع نسبة المساحة الغابية المؤهلة من 6 إلى 12 بالمائة بتهيئة وتنظيف المحيط، وغرس العديد من الأشجار والنباتات وطلاء واجهتها، مع تخصيص فضاءات للراحة خاصة بالعائلات والأطفال، إضافة إلى نافوراتها، إلى جانب إقامة مراكز للشرطة من أجل توفير الحماية لزوار هذه الحدائق ليلا نهارا، وهذا امتثالا للمخطط الإستراتيجي لعصرنة وتطوير العاصمة الممتد إلى غاية سنة 2029، بعدما تمت تهيئة 14 غابة إلى الآن من مجموع 30، في انتظار استرجاع مساحات أخرى على غرار غابة المدنية أسوة بغابة الإخوة بوعدو (بلدية المدنية)، دودو مختار (بلدية حيدرة)، بارودي (بلدية الشراقة)، ديار جماعة (بلدية باش جراح)، القادوس (بلدية هراوة)، اسطنبول (بلدية برج الكيفان) وبوسقلول (بلدية عين طاية)، غابتي بوشاوي (بلدية الشراقة) وباينام (بلدية الحمامات).

في سياق آخر، أبدت كثير من البلديات تحفظها على الجيوب العقارية والمساحات الخضراء على مستوى السكنات الجماعية وطالب مسؤولوها بضرورة فرض قرارات للمحافظة على المحيط وردع المخالفين وتغريم المعتدين على البيئة، وتحدد مسؤولية الجماعات المحلية والمؤسسات المكلفة بتسيير حظيرة السكنات الجماعية، ودور مصالح البيئة بالبلدية.

إسراء. أ