تستأنف الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا الثلاثاء، برعاية من الأمم المتحدة، بعد استراحة تدوم ثلاثة أيام، لتتواصل بعد ذلك إلى غاية منتصف شهر ديسمبر الجاري, وفقا لما أعلن عنه المبعوث الأممي إلى
سوريا، ستافان دي ميستورا، في الوقت الذي لم تتأكد فيه بعد مشاركة الوفد الحكومي وعودته إلى طاولة الحوار.
فقد أكد المبعوث الأممي, تواصل الجولة الثامنة من المفاوضات السورية إلى غاية ال15 من الشهر الجاري, حيث تقرر الإبقاء على وفدي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف لإجراء جولة مكثفة من محادثات السلام، مشيرا إلى أن أجواء هذه الجولة من المحادثات اتسمت ب”المهنية والجدية إلى أقصى مدى خاصة إذا ما تمت مقارنتها بالجولات الماضية”.
ووفقا لدي ميستورا، فإن ما ميز هذه الجولة هو أنه لم يصر أي من الطرفين على الشروط المسبقة وأن فريقا من وسطاء الأمم المتحدة تمكن من تحديد عدد من الأفكار حول مستقبل سوريا تتقاسمها الحكومة والمعارضة خلال الأيام الثلاثة الماضية، موضحا أنه يريد خلال هذه الجولة – التي ستستأنف بعد استراحة تدوم ثلاثة أيام – التركيز على قضايا صياغة دستور سوري جديد وانتخابات تتولى الأمم المتحدة قيادتها.
وسبق وأن وصف دي ميستورا، الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ب”غير الاعتيادية” إذ رافقتها جهود دبلوماسية مكثفة تبحث عن حل سياسي للصراع السوري وذلك بعد دحر التنظيم الذي يطلق عليه “الدولة الإسلامية” (داعش) وبيان الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في فيتنام مطلع شهر نوفمبر المنصرم، بالتوافق على الحل السياسي في سوريا.
واعتبر أن الأزمة السورية وصلت إلى لحظة الحقيقة الآن للبحث عن حل سياسي, لاسيما وأن المعارضة نجحت في تشكيل وفد موحد وتواصل الأمم المتحدة مع طيف واسع من ممثلي المجتمع المدني السوري، مذكرا بأن الرؤية المشتركة لسوريا التي يود السوريون العيش فيها تأتي استلهاما من بيان (جنيف 1) وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254، ومعربا عن أمله في تمهيد الطريق نحو مصالحة حقيقية.
وفي هذا الصدد، صرح رئيس الوفد الحكومي السوري، بشار الجعفري، أنه سيتقرر في دمشق ما إذا كان الوفد سيعود للتفاوض مثلما عرضه المبعوث الأممي أم لا.