في اليوم العالمي لهم “اللاجئون”… بين معاناة الحياة وصراع البقاء

elmaouid

– اللاجئون السوريون في الجزائر يؤسسون شركات وأعمالا تجارية

في عالم يجبر فيه العنفُ مئات الأسر على الفرار في كل يوم، تعتقد مفوضية اللاجئين أن الوقت حان لإبراز حقيقة أمام زعماء العالم وقادته مفادها هو أن الجمهور العالمي يقف مع اللاجئين، ولذا دشنت المفوضية

حملة عريضتها المسماة “مع اللاجئين في 20 جوان” لإيصال تلك الحقيقة إلى الحكومات التي ينبغي عليها العمل معها والقيام بما عليها تجاه اللاجئين.

ويُحتفل بيوم اللاجئين في 20 جوان من كل عام لنستذكر فيه شجاعة ملايين اللاجئين ومثابرتهم وقوتهم، ويمثل هذا اليوم في هذا العام علامة فارقة أمام عامة الجمهور لإبراز دعمهم للأسر التي أُجبرت على الفرار.

 

عندما تضيع الإنسانية بين أدراج القرارات السياسية

اجتاحت الحروب كل بقاع الأرض وأصبح الإنسان دون عنوان وضاعت الإنسانية بين أدراج مكاتب صنع القرار، بوتيرة متصاعدة انتقل شبح الحروب إلى العالم العربي اصطلح عليها باسم: الربيع العربي، بالإضافة إلى موجة الإرهاب الإسلامي المعروف بدولة الخلافة الإسلامية، التي اجتاحت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي تمخض عنه العديد من الأزمات، التشرد والتمرد على النظام والهجرة والهرب من ويلات الحروب إلى الدول المستقرة، وهذا ما أدى إلى أزمة اللاجئين على المستوى العالمي.

 

قصة إنسان بلا عنوان

يعاني العالم اليوم من أزمة اللاجئين وأعدادهم الهائلة، والجزائر واحدة من بين العديد من الدول التي فتحت وفسحت المجال أمام هؤلاء اللاجئين من سوريا وحتى الأفارقة، فمنذ عام 2010 م وبداية عام 2011 م بدأت أعداد كبيرة من اللاجئين تدخل الأراضي الجزائرية، فالإخوة السوريون استفادوا من عدم وجود التأشيرة، الأمر الذي سهل عليهم الهجرة والاستقرار بالجزائر والانصهار في المجتمع الجزائري، خاصة ميسوري الحال الذين استثمروا في التجارة، أما فيما يخص الأفارقة فهم دخلوا إلى الجزائر بصفة غير رسمية واختاروا الهجرة غير الشرعية بقطع الصحراء وصولا إلى شمال الجزائر، واستقروا بأعداد هائلة في العاصمة والمناطق الساحلية.

 

أزيد من 40 ألف لاجئ سوري في الجزائر

تقول السلطات الجزائرية إنها تستضيف على أراضيها منذ بداية الأزمة في سورية، أكثر من 40 ألف لاجئ سوري حصلوا على مساعدات للإقامة وحرية التنقل والتعليم والرعاية الطبية والسكن والحق في ممارسة الأنشطة التجارية، أما الأفارقة فلا يمكن تقدير عددهم بسبب طريقة عيشهم القائمة على الترحال والذي قد يصل إلى أكثر من 30 ألف لاجئ.

ومع كل المجهودات المبذولة من طرف السلطات إلا أنه تُسجل حالة من الفوضى يعيشها هؤلاء اللاجئين، وكمثال على ذلك الصور التي نراها كل يوم في أطراف الطرقات وتحت الجسور التي تصنع مشاهد دراماتيكية تعكس حالة البؤس والحرمان.

التسول وبيع المناديل الورقية والكتب الدينية، هذا ما يفعله اللاجئون السوريون بالجزائر، لا يكاد يخلو مسجد من لاجئ سوري مع عائلته أمام الباب حاملين شعارات تخاطب الضمير الإنساني وجوازات السفر السورية بالإضافة إلى بيع المناديل الورقية في الطرقات، وهذا هو حال السيدة  -ميساء من حلب- عمرها 26 سنة تبيع المناديل الورقية وقارورات الماء الصغيرة أمام محطة “الميترو” بالحراش وسط قالت إنها في الجزائر منذ عام 2013، تعلمت اللهجة العامية الجزائرية وتحاول كسب قوت عائلتها التي هاجرت معها إلى الجزائر، بعدما تم قصف منزلهم واستقروا بالجزائر العاصمة لأن لهم عائلة تسكن هناك، ووصفت هذه السيدة الشعب الجزائري بأنه شعب كريم ويحب مساعدة الآخرين.

 

الجزائر.. البلد الحاضن لمن فقدوا الأمان

تعتبر الجزائر الدولة السباقة إلى احتواء اللاجئين ومساعدتهم وانتشالهم من أهوال تلك الحروب، فكانت بالنسبة لهم البلد الآمن المناسب لعيش الحياة التي فقدوها في بلدهم، إلا أن بلدا مثل الجزائر الذي يعاني من مشكلة البطالة والسكن وغيرها من المشاكل الاجتماعية، لا يقدر على التكفل بالحياة الاجتماعية لهؤلاء سوى أنه كفل لهم حق الدراسة في المدارس الجزائرية، إلا أن الشعب الجزائري لم يتركوا إخوانهم خاصة السوريين يعيشون المأساة لوحدهم، فقاموا بمساعدتهم بأبسط الأشياء، الملابس، الأكل وحتى هناك من منحهم الإيواء أيضا.

أما بخصوص اللاجئين الأفارقة الذين ينتشرون في كل مكان في الجزائر، فلا يكاد شارع يخلو منهم في الساحات العمومية وفي قارعة الطريق، في الحافلات. في القطارات وحتى مداخل العمارات، هذا ما أثار غضب بعض المواطنين خوفا من الأمراض والأوبئة المنتشرة في إفريقيا، بالإضافة إلى أن هؤلاء الأفارقة لهم نمط حياة فوضوي.