تحيي دول العالم، اليوم، اليوم العالمي للأطفال الخدج بهدف لفت الانتباه إلى الأعباء المادية والنفسية والاجتماعية التي تسببها الولادات المبكرة والتي ترفع نسبة تهديد حياة الوليد وإصابته بالإعاقة.
والخدج يعني حدوث الولادة قبل مرور 37 أسبوعاً على الحمل وهو مسؤول عن نحو نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة ومرضهم حسب منظمة الصحة العالمية.
حيث يصنف الطفل الخديج حسب موعد الولادة وفقاً لما يلي: الطفل الذي يولد قبل 25 أسبوع حمل وأقل يسمى خداج شديد، وقبل 32 أسبوعاً يسمى خداج مبكر، ومن 32 إلى 34 أسبوعاً يسمى خداج معتدل، بينما من 34 إلى 36 أسبوعاً يسمى خداج متأخر، ويتم وضع الخدج وفق حالاتهم الطبية في حاضنات خاصة لمدة زمنية معينة تتلاءم مع وضعهم الصحي وعمرهم، وذلك كي تنمو أعضاؤهم وتقوى أجسامهم، بحيث لا يتعرضون لمشكلات صحية طويلة المدى تؤثر في الدماغ أو الرئتين أو السمع أو الرؤية أو أي مضاعفات تؤثر عليهم بقية حياتهم مثل نقص الأكسجين، كما أنهم يواجهون صعوبة في الحفاظ على درجة حرارة أجسادهم، وصعوبة في الرضاعة الطبيعية، بالإضافة إلى أنهم يحتاجون للمزيد من ساعات النوم.
وخصصت منظمة الصحة العالمية يوم 17 نوفمبر من كل عام ليكون يومًا عالميًّا للطفل الخديج، حيث يولد 15 مليون طفل قبل الأوان كل عام، أي طفل واحد من بين كل 10 أطفال يولد قبل أوانه في جميع أنحاء العالم، ويهدف اليوم العالمي إلى توعية الأم بأهمية متابعة الحمل لتجنب الولادة المبكرة وما يصاحبها من مشكلات، وزيادة الوعي بكيفية العناية بالأطفال الخدج.
غياب الحاضنات الإلكترونية يقتل 20 ألف رضيع سنويا
ساهم تأخر سنّ الزواج لدى النساء وكذا العلاجات المتعددة والهرمونية لديهن في ولادات مبكرة لأطفال خدج، يولدون عادة في الشهر السابع، والشهر الثامن، حيث يحتاج هؤلاء الرضع حديثي الولادة إلى عناية خاصة تتخذ من أجلها كل الإجراءات اللازمة المادية والبشرية منها.. 26 ألف وفاة سنويا في الجزائر للأطفال حديثي الولادة و20 ألف رضيع يموتون مباشرة بعد الولادة بسبب تعطل أو غياب الحاضنات الإلكترونية ونقص خبرة الصيانة.
وفي هذا الإطار، كشف رئيس مصلحة الرضع بمستشفى مصطفى باشا، البروفيسور جميل لبان، عن الوضعية الصحية الكارثية للرضع في الجزائر، خاصة في ظل ارتفاع الولادات المبكرة المتعلقة بالأطفال الخدج الذين يولدون في الشهر السابع والشهر الثامن، وهذا حسبه، ناتج عن تأخر الزواج عند المرأة الذي وصل معدله إلى 35 سنة، ولجوئهن إلى العلاج وتناول مواد هرمونية للحمل.
وأكد أن الجزائر تسجل سنويا 26 ألف وفاة لدى الأطفال بينهم 20 ألف حالة لرضع يموتون عند الولادة أو في الشهر الأول.
علما أن مصلحة مستشفى مصطفى باشا، لرعاية الرضع حديثي الولادة، تستقبل سنويا 1600 رضيع، بينهم 65 من المائة من الرضع لأمهات يقطن خارج العاصمة، وتضم المصلحة يوميا من 3 إلى 6 أطفال خدج.
تزايد التوائم الخدج.. والحاضنات الإلكترونية حاضرة من دون فائدة أحيانا!
ودق البروفيسور جميل لبان، صاحب مشروع رعاية الأم الكنغر، ناقوس الخطر حول الزيادة الرهيبة في وفيات الرضع حديثي الولادة، وفي المقابل انتشار الولادة المبكرة ما يسمى بأطفال خدج في الشهر السابع والشهر الثامن، حيث أكد أن مصلحة مصطفى باشا تستقبل يوميا رضعا غير مكتملين يحتاجون لرعاية عالية، حيث تلد بعض الأمهات توائم يصل عددهم إلى 6 رضع خدج، وهذا بفعل تأثيرات أدوية وعلاجات الحمل.
ولكن حسب لبان، تعاني المستشفيات العمومية، من مشكل تعطل الحاضنات الإلكترونية وبقائها كذلك في الوقت الذي تكون مصالح الأطفال حديثي الولادة في أمس الحاجة إليها، وقال إن أبسط عطب يوقف وظيفة الحاضنة لشهور، وهذا بسبب تهاون وزارة الصحة التي لا تولي اهتماما لجانب الصيانة وتصليح الحاضنات الإلكترونية.
وتأسف البروفيسور لبان، للجهل واللامبالاة، إذ تستورد حاضنات إلكترونية بالعملة الصعبة من الخارج وتبقى مجرد ديكور في مصالح الرضع حديثي الولادة.
… عيادات خاصة لا تهتم بالرضع
ندّد رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، باستغلال العيادات الخاصة للنساء الحوامل، وقال إن الكثير من الرضع يموتون بسبب انعدام الأكسجين وتعطل الحاضنات الإلكترونية، ودعا الوزارة لفتح تحقيق حول عيادات خاصة وتعاملها بصحة الرضع والأمهات، حيث تقبض على الحوامل مبالغ كبيرة، وعندما يلدن رضعا يحتاجون لرعاية مركزة، يتم إخبارهن أن العيادة تفتقر لبعض العتاد الطبي الذي من شأنه إنقاذ حياة الرضيع.
الكنغر.. أسلوب حديث لرعاية الخدج في ألمانيا
بما أن الولادة المبكرة تعني أن المولود فقد البيئة الواقية المحيطة به، التي توفر له كل ما يحتاجه عبر الحبل السري. ويتوجب عليه القيام ذاتياً بعدة وظائف، كتوفير الحرارة المناسبة لجسمه. كما يتوجب عليه التنفس، وهي الوظيفة التي لم يكن عليه القيام بها قبل الولادة لامتلاء رئتيه بالماء. وحتى يتمكن الخدج من القيام بهذه المهمة بمفردهم، يتم مساعدتهم من خلال إدخال أنبوب عن طريق الأنف يضمن وصول الهواء إلى الرئتين. ويؤكد الطبيب بورر أن الأطفال الخدج ليسوا مرضى، مضيفاَ أنهم “في المكان الخطأ ويحتاجون إلى محيط خاص جداً”.
وبفضل ما يعرف بـ “الحاضنة”، أصبح من الممكن توفير محيط خاص بالخدج يحاكي الرحم. فالحاضنة مكان دافئ ورطب أيضاً وتعادل درجة الحرارة بداخلها درجة حرارة الجسم، وتصل نسبة الرطوبة فيها إلى تسعين في المائة. كما تحتوي أيضاً على جهاز تنفس مكون من أجهزة يمكن من خلالها حقن الأكسجين مع الهواء المضغوط ومزودة ببطارية طويلة الأمد تضمن العمل لفترة أطول دون كهرباء.
ولم تعد مهمة رعاية الخدج في ألمانيا مقتصرة على الأطباء والممرضات فحسب، بل إن الأهل أيضاً يتم تدريبهم وتأهيلهم للمشاركة في هذه المهمة. فبينما كان الوالدان يأتيان في السابق لزيارة طفلهما ومشاهدته عن بعد في الحاضنة، أصبحا الآن يشاركان بفعالية في عملية العناية به. وهو ما يراه الكثير من أخصائيي الطب الخدج ضرورياً، ومن بينهم البروفيسور كريستيان بوتيس، فمشاركة الأهل تمكنهم من الإطلاع على تطور حالة المولود. كما يسمح للوالدين بضمّ طفلهما بطريقة خاصة تعرف بـ “الكنغر”، ما يساعد على تعزيز الارتباط بين الطفل وأمه.