في اليوم العالمي للمرأة: فريق نسوي صحراوي يساهم في تطهير حقول الموت من الألغام

في اليوم العالمي للمرأة: فريق نسوي صحراوي يساهم في تطهير حقول الموت من الألغام

 

حاملة راية بلادها وكلها فخر واعتزاز بانتمائها للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، تواصل المرأة الصحراوية صمودها ونضالها التحرري ومساهمتها المتميزة في الكفاح المشروع لشعبها، ولم تكتف بالتعبير عن رفضها للاحتلال ومجابهتها للآلة العسكرية المغربية، بل خاضت صورا أخرى من الاستماتة جعلت منها رمزا من رموز قوة المرأة في مناطق الصراع، وفق ما نقلته” صمود” عن “واج”، الثلاثاء.

ويحل عيد المرأة الموافق للثامن من مارس والمرأة الصحراوية ، تحمل سجلا كبيرا من التضحيات في مواجهة ممارسات المحتل المغربي الذي يصعد من استهدافه للنساء الصحراويات في الأراضي المحتلة، يوميا، ويتهدد حياتهم باستمرار.

فقد كانت المرأة الصحراوية على مر الزمن، ركيزة صمود وكفاح شعبها، حيث خاضت شتى أنواع النضال ووقفت جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل، في جميع المجالات.

ومن المجالات التي تنشط فيها المرأة الصحراوية مجال نزع الالغام – الذي غالبا ما يكون حكرا على الرجل في العديد من البلدان التي شهدت نزاعات مسلحة وحروب – حيث لم تكترث للخطورة التي يشكلها على حياتها، بل اندفعت وكلها عزيمة على تطهير كل شبر من أرض وطنها من هذا الخطر.

ولا يزال الصحراويون العزل يعانون من ويلات استهتار المحتل بأرواحهم، حيث تواصل الالغام التي يزرعها والأجسام المتفجرة، في حصد مزيد من الأرواح سنويا وتتسبب في إعاقات مستدامة لعدد كبير من المدنيين، في وقت يصر فيه المغرب على رفض التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة الفتاكة، ويأبى التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية التي تسعى إلى تطهير المنطقة منها.

وكان مسؤول العمليات في المكتب الصحراوي لتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام “سماكو”، غيثي النح البشير، أكد في حديث ل /واج مؤخرا، على أن المغرب نسف 14 عاما من العمل الإنساني الذي ساهمت فيه البوليساريو بقوة، من أجل تطهير المنطقة من الألغام، وأعاد تلويث مناطق واسعة بهذه القنابل المدمرة، خاصة منذ خرقه السافر لوقف إطلاق النار وتجدد الحرب.

وقدم المسؤول الصحراوي ارقاما مخيفة تظهر إصرار الاحتلال على إبادة الشعب بكل الطرق الإجرامية الممكنة وحجم التلويث الذي تسبب فيه بالأراضي الصحراوية.

ولفت في هذا الصدد، إلى أنه قبل العودة إلى الحرب، كان قد تم “تطهير أكثر من 14 ألف كيلومتر من الطرق و 37 حقلا للألغام و485 منطقة ملوثة بالقنابل العنقودية وتدمير أكثر 24 ألف قنبلة عنقودية وحوالي 9 آلاف من الاجسام غير المفجرة من قنابل ومقذوفات ومخلفات الحرب السابقة وحوالي ثمانية آلاف لغم مضاد للإفراد والدبابات، عطلت فعاليته”.

ووفق تقديرات صحراوية قد زرع الاحتلال المغربي أكثر من 7 ملايين لغم أرضي على عرض مئات الأمتار في محيط “جدار العار” الفاصل الذي أقامه خلال ثمانينيات القرن الماضي على امتداد 2720 كلم من أراضي الصحراء الغربية بهدف تقسيمها وتشتيت العائلات الصحراوية.

وتعد أراضي الصحراء الغربية، من البلدان العشرة الأكثر تلوثا بالأجسام المتفجرة في العالم حيث أن الشعب الصحراوي لا يعاني من خطر الألغام فحسب، بل من خطر الاجسام القابلة للانفجار كالصواريخ والقنابل غير المنفجرة التي خلفتها الحرب السابقة، وزادت أعدادها في الحرب الجارية بالمنطقة الآن على إثر إقدام الاحتلال على زرع المزيد منها، منذ خرقه السافر لاتفاق وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر 2022.

وفي الوقت الذي أبدت فيه الجمهورية الصحراوية مسؤولية كبيرة والتزاما شديدا بتعهداتها المتعلقة بالتخلص من الألغام والذخائر غير المتفجرة، يصر المغرب على رفض التوقيع على “معاهدة أوتاوا” بشأن حظر استعمال وتكديس وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام والاتفاقية المتعلقة بالذخائر العنقودية.