في اليوم العالمي للاجئين.. إشادة دولية بالدور الكبير للجزائر في حماية ورعاية اللاجئين الصحراويين

في اليوم العالمي للاجئين.. إشادة دولية بالدور الكبير للجزائر في حماية ورعاية اللاجئين الصحراويين

يحتفي العالم، اليوم، بيوم اللاجئ العالمي أو اليوم العالمي للاجئين، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم، وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وبدأ الاحتفال به في العام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر من نفس السنة، كما نوه القرار أن تاريخ 2001 كان ليوافق الذكرى الخمسين لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولى في العام 2001 وتم اختيار يوم 20 جوان لتزامنه مع الاحتفال بيوم اللاجئين الإفريقي الذي تحتفل به عدة بلدان إفريقية. وبالمناسبة تقيم عدة دول ومناطق مختلفة في العالم احتفالات خاصة باليوم العالمي للاجئين وذلك طوال سنوات عديدة. ويعتبر يوم اللاجئين في إفريقيا والذي يحتفل به في 20 جوان من كل عام من أكثر الأيام انتشارا في عدد كبير من الدول.

دعم وحماية متواصلين للاجئين الصحراويين

تواصل الجزائر مد دعمها وحماية اللاجئين الصحراويين الذين يعيشون منذ أكثر من 40 سنة أسوأ الأوضاع في العالم، من خلال ضمان كافة الخدمات الأساسية في انتظار عودتهم بكامل إرادتهم وفقا لمخطط السلام الأممي من أجل الصحراء الغربية.

ووضعت الجزائر بهدف تقليص الأثر السلبي لوباء كورونا تحت تصرف اللاجئين الصحراويين في المخيمات قرب تندوف، مستشفى ميداني وسهّلت الشراء من طرف برنامج الأغذية العالمي لـ 700 طن من الشعير قصد تزويد حاجيات اللاجئين الصحراويين.

وتم تدعيم هذه الإجراءات الملموسة بحملة تضامن وطنية مع الشعب الصحراوي، التي تجسدت بفضل هبة العديد من مئات الأطنان من المساعدة الغذائية، المتضمنة مواد غذائية وعتاد طبي وصيدلاني.

ورحبت الجزائر على لسان ممثليها في جنيف، بمساهمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تنسيق الجهود ما بين الوكالات بهدف دعم العملية الموجهة للاجئين الصحراويين وشكرت كافة المتبرعين لكرمهم ومساندتهم الدائمة للاجئين الصحراويين.

من جهة ثانية، أعربت الجزائر عن “قلقها” بشأن استمرار فوارق تمويل هذه العملية التي تؤثر على اللاجئين المستضعفين على غرار النساء والأطفال والأشخاص المعوقين.

ومن هذا المنطلق، دعا الوفد الجزائري المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أخذ بعين الاعتبار رسميا رقم 173.600 لاجئ صحراوي كما حددته الدراسة المشتركة ما بين الوكالات التي توجت بالتقرير الحامل عنوان “اللاجئون الصحراويون في تندوف، الجزائر: مجموع السكان في المخيمات”، والمرسل رسميا للأمين العام للأمم المتحدة سنة 2018.

وأكدت الجزائر أن “تكييف برنامجها الخاص بالمساعدة مع نتائج هذه الدراسة سيسمح للمفوضة السامية الأممية لشؤون اللاجئين، وكذا مجتمع المتبرعين بضمان مساعدة إنسانية توافق الحاجيات الحقيقية لهؤلاء اللاجئين”، مشيدة بتنظيم المفوضية لزيارات منتظمة للمتبرعين في مخيمات اللاجئين قرب تندوف.

وأبرز الدبلوماسي أن “هذه الزيارات من شأنها تقديم المزيد من الرؤية لهشاشة اللاجئين الصحراويين والجهود المبذولة من طرف بلدي لفائدتهم، كما ستسمح للمتبرعين بـأن يكونوا شاهدين على نتائج التقرير المشار إليه ونزاهة عملية الجزائر”.

دور محوري و “كبير”

أشاد برنامج الأغذية العالمي بدور الجزائر “الكبير” في توفير الظروف الجيدة وتقديم كل التسهيلات الضرورية لتقديم ونقل وتوزيع المساعدات الانسانية للاجئين الصحراويين، حسب ما جاء في بيان للمنظمة الأممية.

وأوضح البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء الصحراوية، أن برنامج الأغذية العالمي أكد – في رده على ثلاث مذكرات لسفير المغرب لدى وكالات الأمم المتحدة بروما – “إن الحكومة الجزائرية، البلد المضيف للاجئين الصحراويين، تساهم بشكل كبير في هذا العمل الانساني من خلال تسهيل عمليات التخليص الجمركي في الموانئ ونقل الإمدادات نحو المخيمات”.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي أنه “يجري بشكل منتظم مع المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية مراجعة دقيقة للإعانات التي توجه إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين عبر الجزائر”، مشيرا إلى أن “عملية المراجعة لسنة 2019 كانت نتائجها جد مرضية”.

كما جدد التأكيد على “الالتزام الذي تم التعهد به في الدورة السنوية لمجلس الإدارة في جوان 2019 والمذكرة الشفوية المؤرخة في 14 ماي 2020، فيما يخص استمرار توفير المساعدة الإنسانية للاجئين الصحراويين وتقديم المساعدة للأشخاص الذين يعانون من نقص في الأمن الغذائي وفقا لمبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية”.

وأوضح البرنامج أن “تقييم نسبة الاحتياجات والمساعدات الغذائية للاجئين الصحراويين يأتي بناء على منهجية تقييم موضوعية تجري بالتعاون مع الوكالات الإنسانية الأخرى العاملة في المخيمات، كما جرى مؤخرا خلال ظهور جائحة كورونا”.

من جهتها، أكدت المفوضية الأوروبية أن المساعدات المقدمة للاجئين الصحراويين نفذت في “ظروف جيدة” وأبرزت في تقرير إلى البرلمان الأوروبي حول المساعدات الانسانية الممولة من طرف الاتحاد الأوروبي صدر الاثنين الماضي، أن المساعدات الأوروبية المقدمة للشعب الصحراوي “مهمة وحققت نتائج مشجعة بخصوص توفير الأغذية ومعالجة سوء التغذية”.

وأكد التقرير أن الاعانات الانسانية المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي “ساهمت في توفير الغذاء ومعالجة سوء التغذية المتزايد بين الأطفال والنساء بمخيمات اللاجئين الصحراويين وتوفير المياه الصالحة للشرب، كما وفرت ما نسبته 80 بالمائة من الأدوية الأساسية وغيرها من إعانات إعادة تهيئة البنى التحتية لعدد من المرافق الاجتماعية”.

لمياء. ب