أحيا العالم، أمس السبت، اليوم العالمي لداء السكري هذه السنة في ظل ظروف صعبة فاقمت من مشاكل المصابين به نظرا للخطورة التي يشكلها عليهم فيروس كورونا الذي قال عدد من الدراسات إنه قد يهاجم البنكرياس أيضا.
تزداد مخاوف المصابين بداء السكري من الإصابة بفيروس كورونا بسبب تأكيد العديد من الدراسات أن مرض السكري من العوامل المفاقمة له، ومن المرجح أن يعاني مريض السكري بشكل حاد من الوباء وقد يموت جراءه تماما مثل الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمصابين بارتفاع ضغط الدم أو الكبار في السن، لكن لم تحدد أي دراسة حتى الآن أنواع مرضى السكري الذين يعانون من شكل حاد من كوفيد-19.
وصنفت دراسة نشرت في مجلة “ديابيتولوجيا” المتخصصة في المعلومات الطبية، مرضى السكري كأشخاص معرضين للخطر.. مثل المصابين بالسكري من النوع الثاني لدى المسنين ومرضى السكري من النوع الأول بين الشباب الذين يبلغون من العمر 30 عاما ويعتمدون على الأنسولين.
ومرضى السكري الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد هم من المسنين والأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الثاني، وهو الشكل الأكثر شيوعا للمرض إضافة إلى من يعانون من الوزن الزائد.
وأظهرت الدراسة أيضا أن هناك عددا قليلا جدا من مرضى السكري من النوع الأول بين الأشخاص الذين عانوا من شكل حاد من كوفيد-19 (3 % فقط من الحالات).
وعند البحث عن العوامل التي تزيد خطر الوفاة، يظهر في المقام الأول السن: فمن المرجح أن يموت المصابون بالسكري الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما بعد سبعة أيام في المستشفى أكثر من الذين تقل أعمارهم عن 55 عاما.
كما أن الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات تتعلق بمرض السكري هم أكثر عرضة للوفاة بفيروس كورونا.
لماذا يسبب كورونا ارتفاع السكر في الدم؟
أكد المختصون أن مرضى السكري معرضون للإصابة كغيرهم لا أكثر عرضة ولا أقل، ولكن تكمن مشكلتهم في أن إصابتهم بالفيروس تجعلهم معرضين للإصابة بمضاعفات متعددة، كما أن فترة العدوى تكون أطول، موضحًا أن الفيروس له مستقبلات في خلايا البنكرياس فيؤثر عليها، ويتسبب في ارتفاع السكر بنسبة كبيرة.
كما يحذر الأطباء تمامًا من توقف مرضى السكري عن أدوية السكر في حال الإصابة بالفيروس، والإبقاء عليها، بل بالعكس يمكن زيادة الجرعات بشرط استشارة الطبيب مع التشديد على أهمية الاستمرار على الأدوية التي يتم استخدامها في حال وجود مرض مصاحب للسكري، مثل أدوية الضغط والكوليسترول لأنها تقلل الالتهاب الموجود في الجسم. أما بالنسبة للمرضى الذين يعالجون بالأنسولين فيجب زيادة الجرعة بشرط استشارة الطبيب. أما بالنسبة للأدوية المستخدمة لعلاج كورونا عند مرضى السكري، فهي نفسها المستخدمة لعلاج الحالات الأخرى، بشرط أن تكون تحت إشراف طبي.
إرشادات لازمة لتجنب المضاعفات
وأوصى الأطباء بأهمية إجراء تحليل للسكر قبل وبعد الوجبات، وقبل النوم، مشددًا على أهمية الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
كيف يحمي مريض السكري نفسه من فيروس كورونا؟
نصح خبراء الصحة مرضى السكري باتخاذ مزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية لوقاية أنفسهم من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث يجب على مرضى السكري اتخاذ تدابير وقائية إضافية لمكافحة انتشار فيروس كورونا وحماية أنفسهم من مخاطر عدوى الإصابة به.
وقال الأطباء إن أصحاب الأمراض المزمنة خاصة مرضى السكري تكون مناعتهم أقل من الأصحاء، لذلك يجب عليهم اتخاذ المزيد من الاحتياطات والتدابير الوقائية لحماية أنفسهم من الإصابة بالعدوى، خاصة المحافظة على النظافة الشخصية، كغسل اليدين بالصابون باستمرار وعدم التشارك مع الآخرين في أطباق الطعام وأكواب الشراب والمناشف والمناديل والأدوات الشخصية، وتجنب مخالطة من تبدو عليهم أعراض أمراض الجهاز التنفسي.
ويقول الأطباء إن فيروس كورونا (كوفيد-19) ينتقل كباقي الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي، من شخص مصاب إلى غيره على شكل رذاذ عندما يعطس أو يسعل أو يتكلم، خاصة إذا كان بقربه على مسافة أقل من متر أو مترين، كما يمكن انتقاله عن طريق المخالطة اللصيقة للشخص المصاب، كما ينتقل عن طريق ملامسة الشخص للأسطح الملوثة عن طريق قطرات الهواء ومن ثم ملامسته لأنفه أو فمه، ولهذا السبب يجب المحافظة على نظافة اليدين والحذر في مخالطة الآخرين.
اتباع التعليمات
وشدد المختصون على ضرورة اتباع مريض السكري تعليمات الفريق الطبي المشرف على معالجته، والحرص على إعداد قائمة بالأدوية التي يتعاطاها ومقادير جرعاتها، وفي حال كان يعاني من السكري من النوع الأول فيتعين عليه الاحتفاظ بكميات كافية من دواء غلوكاغون وأشرطة الكيتون، بالإضافة إلى كميات من الأنسولين تكفي لمدة أسبوعين، لضمان الجاهزية وتوفر هذه الأدوية لديه في حال عدم تمكنه من الحصول عليها بسبب المرض.
وينصح المختصون مريض السكري المعرض لنوبات الهبوط الحاد في سكر الدم بالمبادرة إلى قياس نسبة السكر لديه فور شعوره بأية أعراض، وفي حال كان مستوى السكر لديه منخفضا فإن عليه تناول كوب من عصير الفاكهة أو ثلاثة مكعبات من السكر.
كما ينصح مريض السكري بعدم التردد في الاتصال بطبيبه للاستفسار عن أي من مسائل السكري، خاصة إذا ما شعر بأية أعراض مرضية غير مألوفة، والاتصال بالطبيب المعالج في حال كانت قراءة فحص سكر الدم لديه أكثر من 300 ملغم/ديسلتر (بعد فحصين متتاليين خلال فترة ساعتين إلى ثماني ساعات)، أو في حال وجود كيتونات في البول أو كان يشعر بالنعاس غير المألوف أو يجد صعوبة في التنفس، أو يشعر بالتشوش وعدم الوضوح في التفكير، أو يعاني من الإسهال، أو يعاني من عدوى أو التهابات، أو يعاني من مشاكل في الرؤية أو الكلام أو الاتزان الجسدي.