في اليوم العالمي لحرية الصحافة, “الإعلام الجزائري”…بين العهود ونقض الوعود

elmaouid

وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، رسالة عبر الفيديو بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، المقرر الاحتفال به هذا الخميس 3 ماي، أكد خلالها أن وجود صحافةٍ حرة أمرٌ أساسي لتحقيق السلام

والعدالة وإعمال حقوق الإنسان للجميع.

وأضاف “جوتيريش”، الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته، أنه لا غنى عن الصحافة الحرة إذا تواجدت إرادة لبناء مجتمعات ديمقراطية تتسم بالشفافية، وإبقاء مَنْ يتولون مقاليد السلطة خاضعين للمساءلة، كما أن وجودها حيوي بالنسبة للتنمية المستدامة.

وأشار إلى أن الصحفيين والمشتغلين بوسائط الإعلام يسلّطون الضوء على التحديات المحلية والعالمية، ويقدمون الأخبار التي ينبغي أن يُسترعى الانتباه إليها، مضيفًا “هم يقدمون للجمهور خدمةً لا تقدر بثمن، ولذلك ينبغي سن القوانين التي تحمي الصحافةَ المستقلة وحرية التعبير والحقَ في المعلومات، وإعمال تلك القوانين وإنفاذها، ولا بد من تقديم مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين للمحاكمة”.

ودعا الحكوماتِ إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين، في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 2018، مؤكدًا أن تشجيع الصحافة الحرة هو دفاع عن حقِنا في معرفة الحقيقة.

يُعدّ الـ 3 من شهر ماي، من كل سنة، مناسبة للاحتفال بالمبادئ الأساسيّة لحرية الصّحافة؛ بهدف تقييمها في جميع أنحاء العالم، وكذلك، للدفاع عن وسائل الإعلام من كل ما من شأنه أن يحد من استقلاليتها، وفرصة لا تفوت، لتكريم الصّحفيين الذين فقدوا حياتهم أثناء تأديتهم واجبهم الصّحفيّ.

واعتمدت، الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العام 1993 وبموجب التوصية التي اعتُمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو، العام 1991، يوم الثالث من الشهر الخامس، يوماً عالميّاً لحرية الرأي والتعبير، للتذكير بالانتهاكات المتخذة في عديد البلدان، كفرض الرقابة على المنشورات، ومعاقبة المؤسسات الإعلامية، بفرض الغرامات المالية عليها، إلى درجة توقيفها عن العمل، وإن اقتضى الأمر إغلاقها.

 

الصحافة الجزائرية تعاني الفقر

قال الصحفي والكاتب، إسماعيل يبرير، إن من أبرز سمات الصحافة الجزائرية، الفقر؛ فالمتابع لمسار الصحافة الجزائرية ـ كما جاء على لسانه ـ منذ بداية رحلة التعددية يجد أنها عانت على الدوام من عدم الاستقرار ومن الموسمية؛ ففي كل سنتين أو ثلاث يأتي موسم لاصدار العناوين التي لا تختلف عن سابقاتها، بل هي في الغالب الأعم تقليد واستنساخ، وأرجع اسماعيل يبرير ذلك إلى فقر الصحافة على أكثر من صعيد، على غرار الشكل والمحتوى الذي يشتكي المادة المتواضعة، وفقرها من حيث الإشهار قيمة ومساحة، وهو ما يدفع بأغلب الناشرين إلى توزيعه بعدل على الصحفيين أو العمال في مجال الصحافة ليصبحوا فقراء مادة وتجربة.

وعن قانون الإعلام، تكلم يبرير قائلا :” …بالنسبة لقانون الإعلام الجديد الذي لم يشارك فيه الاعلاميون، هو خطوة في اتجاه ما، تحتاج إلى مراجعة، وسيأتي يوم يلغى فيه تماما، بل إني أتصور أن الصحافة لم تعش ربيعها بعد وسيتغير الوضع ويمنح للمهنيين الحق في اختيار مصيرهم.”

 

تطور الحرية الاعلامية مرتبط باحترام أخلاقيات المهنة

من ناحية ثانية، وحتى تعيش الجزائر، ديمقراطية إعلامية بما تحمله الكلمة من معنى، تحدث سعيد شيكدان، بأن الأمر لا يتطلب الجهود الكبيرة، ذلك أن حرية الصحافة تمارس كنتاج لوعي ثقافي وسياسي. وحتى ترتقي الديمقراطية الإعلامية في الجزائر، يجب أن نصل إلى احترام أخلاقيات المهنة، وكذلك التكوين الجيد للإعلاميين وإبعاد سلعة المال عن المهنة…و هو ما سيحقق تطورات كبرى في هذا المجال مستقبلا.

وقال سعيد شيكدان، أستاذ بقسم علوم الاعلام والاتصال، لـ”الموعد اليومي” إن الجزائر هي البلد العربي الوحيد الذي لا يملك سجونا سياسية، وهو الأمر الذي اعتبره الأستاذ شيكدان، مكسبا عظيما وشرفا أعظم للجزائر، حيث يمكن للجزائري أن يتحدث ويكتب في مختلف المواضيع بحرية، دون الخوف من عقوبة السجن، وهذا بعد دستور التعددية، لينتقل شيكدان، إلى الديمقراطية الإعلامية، الذي اعتبر مشكلتها الأساسية في الممارسة وليست في القوانين،، وهو ما وصفها، بالممارسة التجارية التي تكون في قالب إعلامي، وهو ما يحد من حرية الرأي والتعبير الإعلامي في الجزائر، وأرجع محدثنا الأمر بالأساس، إلى افتقاد الجزائر للتجربة الكافية في عملية التعددية الإعلامية.

 

هكذا يستقبل الصحفيون في الجزائر يومهم العالمي

أجمع الصحافيون الجزائريون، على حلول اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، في ظل فوضى وغموض وتأجيل غير مبرر، لقضايا الصحفيين والمراسلين والمصورين الصحافيين، حيث كانوا يأملون من الوزارة الوصية أن تعالج مشاكل القطاع بكل موضوعية، ليتفاجأوا بتراجع الوصاية عن التزاماتها وقيامها بإعداد شبكة أجور ومسار مهني يخص قطاع الصحافة العمومية دون الخاصة، فضلا على التخلي عن وعودها بتجسيد مطالب المبادرة المرفوعة إليها والمعبرة عن الانشغالات الحقيقية للصحفيين.

 

مراسلون بلا حدود: حرية التعبير في الجزائر تتراجع دوليا وإقليميا

 

تراجع ترتيب حرية التعبير في الجزائر، بنقطتين وفقا للتصنيف السنوي لمنظمة “مراسلون بلا حدود” لسنة 2018. واحتلت الجزائر هذه المرة المرتبة 136 برصيد 43.13 نقطة، بعدما احتلت في نسخة 2017 المرتبة 134.

تراجع تصنيف حرية التعبير في الجزائر لم يكن على المستوى الدولي (التقرير يشمل 180 دولة) فقط، بل تراجع إقليميا بعد تقدم حرية التعبير في دول جنوب الصحراء كمالي والنيجر، وحتى مغاربيا، بعد حصدها للمرتبة الأخيرة في المنطقة المغاربية، بعد كل من موريتانيا المركز الأول عربيا ومغاربيا -72 عالميا- تليها تونس المرتبة الثانية مغاربيا وعربيا -المرتبة 97 عالميا-، ثم المغرب في المرتبة الثالثة مغاربيا والثامنة عربيا و135 دوليا.

في حين احتلت الجزائر المركز التاسع عربيا، بعد كل من موريتانيا، تونس، لبنان، الكويت، قطر، عمان، الإمارات، والمغرب.