يا مَن يعتادُ المساجِد ويعمُرُها؛ هذه بُشرى نزفُّها إليك، قال الله تعالى: ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ” التوبة18 ، واعلم أخا الإسلام، أنَّك بتخطيك عتبةَ المسجد قد حللتَ ضيفًا على ربِّ العالمين؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم “مَن توضَّأ وجاء المسجد، فهو زائرُ الله تعالى، وحقٌّ على المزُور أن يُكرم الزَّائر” السلسلة الصحيحة. ولكرمك على ربك لم يرض لك تعالى غير النُّزُل الذي لا يزُول؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم “مَن غدا إلى المسجدِ أو راح، أعدَّ الله له في الجنَّة نُزُلاً كُلَّما غدَا أو راح” متَّفق عليه. فحَريٌّ بك وأنتَ الحريص على إرْضاء خالقك أن تعرِف الآداب التي ينبغي التزامها، والأحكام الواجِب عليك امتثالها؛ لتكُون جائزتك كاملةً غير منقوصة، وحتى لا تُفوِّت على نفسك الفُرصةَ، فإنَّك إن فعلتَ كانتْ عليك غُصَّة. فإذا قَصَدت المسجد
– فاعلمْ أنَّك قصدتَ خيرَ بِقاع الأرض؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم “أحبُّ البلاد إلى الله مساجدُها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقُها” رواه مسلم.
– فتزيَّن للِقاء ربَّك، وائتِ بيته في هيئةٍ حسنةٍ، وحُلَّة جميلة، فقد أرشَدَنا إلى ذلك في مُحكم تنزيله فقال: ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” الأعراف: 31.
– وتعطَّر، واحرصْ على ألاَّ يُوجدَ منك رِيحٌ كريهٌ، يُؤذي ملائكة الرحمن وإخوانك المُصلين، فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم “مَن أكل ثُومًا أو بصَلاً فليعتزلنا، أو قال: فليعتزلْ مسجدنا، وليقعُد في بيته” متفق عليه.
– وامش إلى صلاتِك بسكينة ووقار؛ فقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم “إذا أُقيمتِ الصلاة فلا تأتوها تَسْعَونَ، وأتُوها تمشُون عليكم السَّكينة؛ فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتَكم فأتِمُّوا” رواه البخاري.
– وبَكِّر إلى الصَّلاة؛ قال صلَّى الله عليه وسلَّم “لو يَعلَم النَّاسُ ما في النِّداء والصَّف الأوَّل ثم لم يَجِدوا إلاَّ أن يَستَهمُوا عليه لاسْتَهَمُوا، ولو يعلمون ما في التَّهجيرِ لاستَبقُوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمةِ والصُّبح لأتوهما ولو حَبوًا” متفق عليه.
من موقع إسلام واب