للتعاون فوائِدُ جَمَّة، فمن أهم فوائد التعاون: أنه من ثمرات الأخوَّة الإسلامية، وهو طريق مُوصِلٌ إلى محبة الله، ورِضاه، وجنَّتِه، والتعاون سببٌ من أهم أسباب الألفة والمحبة بين الناس، وثمرةٌ من ثمرات الإيمان؛ فضلًا عن كونه حاجةً ماسَّة للإنسان، ويُحَقِّق سُنَّة الله تعالى في خلقه، ويوافق طبيعة الأشياء. ومن المقرر في أصول أهل السنة والجماعة: أنَّ التعاون، ولزومَ الجماعة، وتَرْكَ الفُرقة؛ فيه تحقيقُ أصلٍ من أصولهم، فمن أعظم فوائد التعاون؛ تحقيق الأمر الإلهي ” وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ” المائدة: 2؛ ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ” آل عمران: 103. ففي التعاون تمكُّن من تنفيذ أوامر الله تعالى؛ إذْ بالتَّعاضُدِ يُقوِّي بعضُنا بعضًا، امتثالًا لأمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي حثَّ على التعاون والجماعة، ومعاونة الناس.
وبالتعاون تُنْجَزُ الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد، ويشعر الإنسان بالقوة، ويُنْزَعُ عنه الشعور بالعجز، وهو دليلُ حُبِّ الخيرِ للآخَرِين، وُيساعد على مُواجهة الأخطار المُحيطة بالإنسان، والتعاون أساس التقدم والإنتاج، والنجاح والتفوق؛ بل ويؤدي إلى الشعور بالمساواة في الإنسانية، وينزع الحِقْدَ من القلوب الضعيفة، ويُزيل أسباب الحسد.
وفي التعاون إنتاجُ العمل الجيد، وتبادل الخِبرات، وتكامل العمل وتكثيره وبركته، ويُعِينُ الأخُ أخاه فيما لا يُحسِن أحدُهما، فيكمل ذلك النقص، وفي التعاون قوة؛ بل هو مُفِيدٌ في سرعة إنجاز الأعمال، مما يُساعد على الاستفادة من الوقت، وحصول الأُلفة والمحبة بين المتعاوِنين فيكون نتاجها صلاح الدِّين والدنيا.
ويجب الحذرُ من العوائق التي تَحُولُ بيننا وبين التعاون مع الناس، ومنها الشيطان فهو ألَدُّ أعداءِ الإنسان ولا يفتر في فَتِّ جماعة المسلمين بالتحريش بينهم؛ بالخصومات والشحناء، والفِتن، وإثارة البَغْضاء بينهم، فيكون نتاج ذلك العداء والفرقة فيما بينهم، وهي ضد الائتلاف والتَّضامن، فيفقد المؤمنون رُوحَ التعاون؛ بسبب تحريش الشيطان. وقد حَذَّرَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم “تَحْرِيشَ الشيطان”، فقال: “إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ” رواه مسلم.