في استغلال الإجازة الصيفية

في استغلال الإجازة الصيفية

 

كم هو مبهج أن يرتاح الإنسان بعد كد، وأن يتنفس بعد عناء، ولكن المؤمن الصادق مع ربه يعرف كيف يرتاح ومتى يتنفس، فالمؤمن الحق ليس له راحة في هذه الدنيا، حتى يطأ بقدميه جنة عرضها السماوات والأرض، أما ما دام في هذه الدنيا، فهو في ابتلاء وامتحان، شعاره ” وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ” الحجر: 99.

– تذكر أنك ما فكرت في الإجازة وأنها فسحة لك ولعائلتك، إلا لأن الله تعالى قد أنعم عليك بنعمة من بين نعمه العظيمة، فاعلم أنك مسؤول عن هذه النعم؛ هدايتك للإسلام، وصحة في الأبدان، وأمن في الأوطان، ووفرة في الأرزاق، ورفاهية في الملبس والمأكل والمشرب، وراحة في المسكن والمركب، وطمأنينة في النفس، فلا تنس أن هذه النعم متى شكرت زادت، ومتى كفرت انقطعت ونقصت وبادت كما قال سبحانه وتعالى: ” وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ” إبراهيم: 7. ويقول جل وعلا: ” وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ” النحل: 112.

– الإجازة طويلة، وأيام الرحلات فيها معدودة، فليكن من أيامها أيامٌ يستفيد منها الأبناء والبنات، بل والكبار؛ بالمشاركة في المراكز المدرسية الصيفية، والدور النسائية الخيرية. واعلم أن تلك المحاضن المباركة فرص استغلال وتوجيه للشباب والفتيات، وصرف لهم عن مسالك الردى والتيه والضياع وتخطف المغرضين، فشبابنا طاقات وقوة وفتوة، فإن لم توجه وتضبط صارت تلك الطاقات طلقات.

– نحن أمة لها ثقافتها الخاصة بها، وعندها دين واضح الأحكام وبين التشريع، فليس من العقل والدين أن نلبي رغبات الناس المخالفة لقيم الأمة وذلك بجلب الفساد، وإشهاره، ولكن نربأ بحياة الناس عما فيه غضب جبار الأرض والسماء، فليست الإجازة إجازة عن الطاعة والعبادة، فيعب المرء فيها من المحرمات بدعوى الترفيه والفسحة، ولكن الإجازة راحة من هموم الحياة الدنيوية، وأنس بالإخبات والطاعة لرب البرية، وتنعم بما أنعم الله به من الصحة والمال والإمكانات. وشكر صادق للرب الرازق.