الجزائر- دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، المجتمع الدولي، إلى ضرورة العمل لتفادي تحول جنوب حدود ليبيا إلى قواعد خلفية تكون ملاذًا للإرهابيين المنضوين تحت لواء مختلف التنظيمات الارهابية في مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف باسم “داعش”.
وقال ماكرون خلال كلمة ألقاها في مؤتمر سفراء فرنسا المعتمدين بالخارج، الأربعاء، إن ليبيا والساحل الأفريقي يعدان مركزا آخر وبؤرة أخرى لعدم الاستقرار في المنطقة، وأن الوضع في ليبيا جعل منها ملاذًا للإرهابيين، مشددا على ضرورة حماية دول الجوار الليبي، ولاسيما الجزائر وتونس وهو موضوع الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي، لأن الشبكات الإرهابية متغيرة وجوالة، كما شدد على ضرورة العمل على تفادي تحويل جنوب حدود ليبيا إلى قواعد خلفية تكون ملاذًا للارهاب، علما أن الجزائر تقوم بجهود جبارة لمكافحة الارهاب وحماية حتى حدود دول الجوار من الارهاب والجريمة المنظمة وقوافل المخدرات الواردة من المملكة المغربية.
وكشف ماكرون أنه خلال أيام قليلة سيتم تنفيذ خارطة طريق دعمًا لعمل الممثل الخاص الجديد للأمم المتحدة غسان سلامة الذي أنهى زيارته مؤخرا إلى الجزائر، وأشار إلى أن هذه المصالحة ليست سوى البداية، وتهدف إلى أن تتوسع وتضم شخصيات أخرى مهمة في ليبيا، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تعد مرحلة أساسية للعملية السياسية التي من شأنها أن تقضي على الإرهابيين.
وحول مسألة الهجرة غير الشرعية نوه ماكرون إلى تراجع أعداد المهاجرين منذ بداية الصيف، مشيرا إلى أنه ما يقارب 800 ألف لاجئ ينتظرون الآن على الجانب الليبي، وهذا يشكل تهديدًا حقيقيًا وهم على وجه الخصوص مواطنون من جنسيات غرب إفريقيا، الذين لا علاقة لهم بحق اللجوء عمومًا، وهم الآن في المنطقة، وبيّن أن هذا الوضع دفعهم إلى اعتماد إعلان مشترك، يضم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وتشاد والنيجر، ليبيا، والاتحاد الأوروبي، يتضمن تدابير ملموسة للسيطرة على منبع الهجرة في ليبيا، ووضع قوائم محددة تحت إشراف أممي لتحديد أكثر السكان هشاشة وضعفًا للحق في اللجوء.