احتضنت قاعة المحاضرات المتواجدة على مستوى الحي الإداري بعاصمة الولاية مدينة جيجل يوما تحسيسيا تمحور حول الوقاية من الأمراض المتنقلة عن طريق المياه. هذا اللقاء الذي اعتبره المشاركون مهما جدا، خاصة ونحن في موسم الإصطياف وتوافد الكثير من الزوار على هذه الولاية، أشرف عليه والي ولاية جيجل السيد بشير فار، بحضور السيد رئيس المجس الشعبي الولائي، والسيد الأمين العام للولاية، ومسؤولو وإطارات مختلف القطاعات، وأعضاء اللجنة الولائية للأمراض المتنقلة عن طريق المياه.
خلال هذه الجلسة تم تسليط الضوء على خطورة الأمراض المتنقلة التي يمكن أن تحدث عن طريق المياه، وكذا المبالغ الباهضة التي تصرفها الدولة لمعالجة المصابين بهذه الحالات، أين كشفت هذه المصالح أن هذه التكلفة وصلت إلى أكثر من “3.7” مليار سنتيم، لمعالجة “249” حالة خلال سنوات “2009 ،2010 و2011” على مستوى منطقة حراثن ببلدية جيجل، أي ما يعادل “15” مليون سنتيم للفرد الواحد.
خلال هذا اللقاء وأثناء إشرافه على فعاليات هذا اليوم الدراسي، أثنى والي الولاية السيد بشير فار على دور مصالح الصحة والمجهودات التي تبذل من طرفهم لحماية البيئة والصحة العمومية، كما ألح على ضرورة رفع مستوى الوعي واليقظة لدى المواطنين عن طريق العمل الجواري، والحملات التحسيسية، وأكد أيضا على ضرورة وضع برنامج لرفع القمامة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لإعلام المواطن، والهدف من ذلك إشراك المواطنين في تحمل المسؤولية وتقاسمها مع السلطات المحلية والمعنية، وكذا الجمعيات والمجتمع المدني بكل أطيافها، حيث ألح في هذا الشأن على ضرورة احترام المواطنين لمواقيت إخراج ورمي القمامة، وكذا التبليغ عن المواطنين الذين لا يحترمون التوقيت المعمول به.
والي الولاية أكد أنه سيتم تطبيق عقوبات صارمة على أصحاب المحلات التجارية المخالفين للتوقيت المعمول به لرفع القمامة، والتي يمكن أن تصل إلى إصدار قرار غلق المحل في ظرف أقصاه 24 ساعة، هذا على أن تنطلق العملية من حي الفرسان بمدينة جيجل باعتباره نقطة حساسة في المدينة.
لأهمية هذا اللقاء والملتقى تضمن جدول أعماله أيضا عدة نقاط مهمة، وعديد المداخلات التي قدمتها كل من مصالح مديرية الصحة والسكان والموارد المائية بالولاية والفلاحية ومديرية التجارة، مديرية البيئة والمدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري، كل هذه المداخلات تمحورت حول الوضعية الوبائية للأمراض المتنقلة عن طريق المياه ومخطط محاربتها، تحديات قطاع الموارد المائية في مواجهة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، شروط وكيفيات الوقاية من التسممات الغدائية، دور مديرية البيئة في مرافقة الجماعات المحلية في مجال مكافحة هذا النوع من الأمراض، ومعالجة وصيانة أقبية العمارات للحد من هذه الأمراض، الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان، الوضعية الحالية ومخطط النشاط المعد في إطار الوقاية من هذا الداء.
وفي الختام شدد السيد الأمين العام للولاية على ضرورة تجنيد كل القوى وتسخير الإمكانيات اللازمة لتنفيذ برنامج اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، لاسيما مرافقة القوافل التحسيسية التي باشرت عملها انطلاقا من 22 جوان 2019، لما تكتسيه هذه العمليات من أهمية بالغة، نظرا لارتباطها الوثيق بصحة المواطن، حيث أمر بمعالجة مصادر التمويل بالمياه الصالحة للشرب من ينابيع ومياه الصهاريج، ووضع لافتات إرشادية وتعريفية خاصة بالينابيع، وإعطاء العناية اللازمة لمكتب حفظ الصحة لاسيما خلال موسم الإصطياف.
جمال.ك