تنفيذا لتوصيات والي الولاية في وقت سابق، التي ركزت على ضرورة توفير العدد الكافي من الأعوان لتنظيف الشواطئ خلال موسم الاصطياف، وخلال الفترات التي تعرف إقبالا كبيرا خاصة بعد نهاية شهر رمضان المبارك،
أمر البلديات الساحلية والقطاعات المعنية بالابتعاد عن سياسة البريكولاج والعناية بجدية بهذه العملية لإنجاح الموسم وتقديم أحسن صورة لزوار هذه المواقع، وجاء هذا الإلزام للبلديات بعد تسجيل أعضاء المجلس الشعبي الولائي في إحدى دوراته انتقادات كبيرة لمسؤولي البلديات في هذا المجال، واعتبروا أن النظافة كانت النقطة السوداء خلال الموسم الصيفي الماضي، ما جعلها تنتقد بشدة البلديات المعنية وتطالبها برفع كل التحفظات حول هذه العملية من حيث النظافة اليومية وكذا توفير أماكن مخصصة لرمي ورفع النفايات.
في هذا الإطار، ومبادرة الهدف منها التحضير لموسم الاصطياف، ورفع مختلف النفايات من الأماكن التي تستقبل زوار الولاية بكثرة وتشهد رغم حرارة الأجواء في الأيام الأخيرة إقبالا للمواطنين، كانت محطة مديرية النشاط الإجتماعي بالولاية هذه المرة وبالتنسيق مع البلدية المعنية، باعتبار أن هذا الفضاء “شاطئ أفتيس” يتواجد على مستوى المنطقة الغربية لبلدية العوانة، والذي يعرف بميزات تجعله ينفرد ببعض الخصوصيات عن باقي شواطئ الولاية، ابتداء من لون رمال شاطئه التي تميل إلى الإحمرار وهو ما جعل البعض من سكان الولاية وحتى الزوار من خارج الولاية يسمونه بالشاطئ الأحمر.
ويعتبر شاطئ أفتيس أيضا من المواقع الأكثر طلبا وجمالا، خاصة أنه يقع في الناحية الغربية من الولاية بين بلديتي العوانة وزيامة منصورية، أي في عمق الكورنيش الجيجلي، لكنه بسمات أخرى وطعم آخر يختلف عن باقي الشريط الغربي للولاية، لتواجد الشاطئ في منطقة تحاصرها الجبال وتمتزج فيه النكهة من ملوحة البحر واحمرار لون رماله إلى الغابة الكثيفة التي تغطي جبال المنطقة بأشجار البلوط، والتي صنعت بنفسها فضاءات أروع من الروعة نفسها، فضاءات صنعت لوحات طبيعية تلهم زائريها، فتريح الأبدان وتطفو بالأنفس فوق كل شبر من المنطقة، وتعتبر منطقة أفتيس تجمعا سكانيا على الطريق الوطني الرابط بين ولايتي بجاية وسكيكدة الذي يقطع تراب ولاية جيجل.
وفي إطار التحضير الجيد لموسم الاصطياف، خاصة أننا مع نهاية شهر رمضان المبارك، وهو ما سيطلق مكابح السواح باتجاه هذه الولاية، وخاصة منطقة الكورنيش، فقامت مصالح النشاط الاجتماعي بالولاية بحملة تطوعية وتنظيف واسعة على مستوى شاطئ “أفتيس”، شارك فيها حوالي 120 شخصا من الورشات الناشطة بالبلدية والتي تعمل في إطار مؤسسات الجزائر البيضاء، بالإضافة إلى أعوان من البلدية التي قامت بالإشراف على العملية أيضا وخصصت كل الوسائل المادية لإنجاحها.
كما خصصت السلطات المعنية بجيجل وخلال هذا الموسم 97 مشروعا تدخل كلها في إطار مشاريع الجزائر البيضاء والتي منحت للبلديات على امتداد بلديات الشريط الساحلي الثمانية، هذه العمليات من شأنها أيضا، حسب مصادرنا، ضمان توفر 776 عامل نظافة وتنشيط 14 مشروعا ببلدية العوانة، فتعمل هذه المشاريع على مستوى شواطئ البلدية وعلى مساحات محددة ليمكن ويسهل تغطيتها والتكفل بها.