في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي ..غرس أشجار نادرة مهدَّدة بالانقراض في الشريعة

في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي ..غرس أشجار نادرة مهدَّدة بالانقراض في الشريعة

قامت محافظة الغابات لولاية البليدة، مؤخرا، في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي، بغرس تجريبي لثلاثة أنواع من الأشجار النادرة المهددة بالانقراض، على مستوى منطقة الشريعة بالأطلس البليدي، حسب ما أفادت بذلك المكلفة بالإعلام في المحافظة، فتحية عامر.

قالت عامر: “في إطار الإجراءات الرامية إلى الحفاظ على الأشجار المهددة بالانقراض والتي تواجه صعوبات في التجدد والتكاثر طبيعيا، قامت المحافظة، في خطوة تجريبية، بغرس ثلاثة أنواع حراجية نادرة على مستوى منطقة الشريعة، ويتعلق الأمر بـ “العرعار البخاري” النادر بالجزائر، والذي يتواجد فقط بمنطقة الأوراس، وهو مهدد بالانقراض نظرا لصعوبة تكاثره طبيعيا، و”التنوب النوميدي”، وهو نوع خاص بجبال البابور بولاية سطيف، وهو الآخر في تناقص مستمر، كما تم أيضا غرس أشجار “الصنوبر الأسود” النادرة جدا بالجزائر، والتي يقتصر تواجدها على أعالي جبال جرجرة المهددة، هي الأخرى، بالانقراض بسبب صعوبة تجددها طبيعيا، وفقا لذات المصدر.

الحفاظ على تواجد الأشجار خارج موطنها

وأشارت المتحدثة إلى أن الأنواع الثلاثة شكلت موضوع تجارب وأبحاث؛ بهدف المساعدة على تكاثرها؛ إذ تم تجربة غرس “العرعار البخاري” على مستوى مخبر الموارد الوراثية والتكنولوجيا الحيوية في المدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالحراش (الجزائر العاصمة)، وإنتاج شتلات “التنوب النوميدي” في مشتلة محافظة الغابات بولاية سطيف، فيما تم إنتاج شتلات “الصنوبر الأسود” على مستوى المعهد الوطني للأبحاث الغابية بمحطة تيزي وزو. وترمي هذه العملية إلى الحفاظ على تواجد هذه الأنواع من الأشجار خارج موطنها الطبيعي؛ من أجل دعم استدامة هذه الأنواع التي تُعتبر من ضمن الموارد البيولوجية بشكل عام، والغابية بشكل خاص، أضافت المتحدثة، التي لفتت إلى أن هذه العملية ستشمل أصنافا نادرة أخرى مهددة بالانقراض.

العرعار البخاري.. شجرة نادرة بالأوراس مهددة بالانقراض

على الرغم من أنها شجرة محمية قانونا إلا أن العرعار البخاري أو كما يطلق عليها منذ قرون طويلة بمنطقة الأوراس بالشاوية (الآيوال أزنزا) النادرة والفريدة من نوعها بالجزائر تبقى تواجه الانقراض في ظل النقص بالاهتمام.

ويكمن الخطر المحدق بهذه الشجرة المعمرة ذات الاخضرار الدائم والمعروفة أيضا باسم (عرعار البخور) أن (80 بالمائة من هذه الأشجار التي تنفرد بها منطقة الأوراس عبر الوطن متواجدة على أراض ملك لخواص).

ويعد تصنيف هذا النوع النباتي كمحمية وطنية الطريقة الوحيدة للمحافظة عليه من القطع العشوائي ومن ثم الزوال، وشجرة (الآيوال) لا يمكن مصادفتها إلا بمرتفعات وادي الطاقة وثنية العابد وبوزينة وتكوت وآريس وإيشمول وإينوغيسن بولاية باتنة موطنها الأصلي.

وكانت بداية الاهتمام بالعرعار البخاري بالمنطقة في بداية الثمانينات، حيث بادرت وقتها محافظة الغابات بباتنة إلى إنجاز بطاقة فنية لهذا الصنف النباتي مع استحداث مشتلة لإعادة إنبات الشجرة.

لكن بالرغم من وجود صعوبة كبيرة في إعادة إنبات شجرة الآيوال، إلا أن الأمل موجود في تجديد هذا الصنف النباتي الجدير بالاهتمام والمحافظة عليه بعد أن تم العثور صدفة على شجيرات جديدة من الآيوال بجبل المحمل بولاية باتنة على ارتفاع 2321 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وتقول أسطورة قديمة ما زالت متداولة إلى غاية اليوم بين سكان المنطقة التي تتواجد فيها هذه الشجرة العريقة، بأنه من الضروري أن تمر بذرة شجرة العرعار البخاري في الجهاز الهضمي لعصفور الدغناش ذي الأجنحة الوردية سبع مرات لتكون أخيرا جاهزة للإنبات وما عداها لا تعطي البذرة شجرا.

ويروج هذا الاعتقاد بين المسنين من فلاحي مناطق الجهة الجبلية كتكوت وثنية العابد وبوزينة وايشمول ويرجعون انحصار تواجد هذا النوع من الأشجار المعمرة التي يعود قطر بعضها إلى أكثر من مترين إلى صعوبة تحقيق هذا الشرط الغريب في ظل قلة تواجد طائر الدغناش ذي الأجنحة الوردية بالجهة، وهو العصفور المغرد المعروف بزقزقته العذبة.

التنوب النوميدي أو التنوب الأزرق

التنوب النوميدي أو التنوب الجزائري ويسمى أيضا التنوب الأزرق النبيل هو نوع من شجر التنوب النادر، وجد فقط في الجزائر أي أنه تنوب جزائري خالص، استوطن جبال البابور في ريف مدينتي ثاني أعلى جبل (2004 م) في الأطلس التلي.

وهي شجرة متوسطة الحجم دائمة الخضرة كبيرة، يتزايد طولها حتى 20 – 35 م طولا، الجذع حتى قطرها يساوي متر ونصف، وريقاتها خضراء سميكة ولامعة طويلة وواسعة يصل طولها ما بين 1.5 و 2.5 سم وعرضها 2-3 ملم. وسط الوريقة به شريطين أبيض من الأسفل حتى أعلى الحافة، وهي تنمو في مناخ البحر الأبيض المتوسط على ارتفاع عال في 1800-2004 م (بانخفاض نادر لـ 1220 م) مع هطول الأمطار السنوي 1500-2000 ملم ، والغالبية العظمى في المناطق التي تتساقط الثلوج فيها في فصل الشتاء.

ق. م