ناقش القاص والمترجم بوداود عمير مجموعته القصصية صوب البحر في إطار إحياء سهرات رمضان، والمنظمة من طرف النادي الأدبي “همسة” التابع للجمعية الولائية أطلس فن للشباب والثقافة وفنون العرض ضمن سلسلتها الأدبية الشهرية، بحضور نخبة من المثقفين من المدينة وحتى من خارجها خاصة من المشرية، النعامة وتيوت.
وتميزت هذه السهرة بمناقشة عدة جوانب عن هذه المجموعة القصصية التي عالجت واقعنا المعاش، فكان الاحتكاك بين هذا الأديب والحضور خاصة الشباب، ونظرته للواقع الأدبي في ظل التطورات الجديدة وفي ظل التكنولوجيا الحديثة والهروب إلى مواقع التواصل الاجتماعي بدل قراءة كتاب وتشاؤم الأديب الجزائري مما وصل إليه الأدب والأديب خاصة بالمناطق النائية…
“صوب البحر” هي مجموعة قصصية للقاص والمترجم عمير بوداود صدرت عام 2016، عن دار الكلمة، وهي عبارة عن قصص قصيرة سبق أن كتبها ونشر بعضها في صحف جزائرية ومواقع عربية تُعنى بالقصة القصيرة. وتتضمن المجموعة سبع قصص قصيرة، والباقي عبارة عن قصص قصيرة جدا ومجموعها 35 قصّة لا يتجاوز معظمها نصف الصفحة أو الصفحة، على شكل ومضات سردية وهي قصص واقعية في معظمها، تتناول قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية منها من نشر منذ الثمانينات ومنها من نشر مؤخرا فقط، حاول من خلالها المؤلف جمعها في كتاب للحفاظ عليها، خاصة وأن الكثير مما نشر له ضاع بسبب مدة نشره حوالي 30 سنة أو أكثر وعدم جمعه آنذاك في ظل محدودية الامكانيات وجغرافية المنطقة البعيدة عن دور النشر وانعدام وسائل الاتصال مثلما هو عليه الحال الآن .
بوداود عميــّر من مواليد سنة 1960 بمدينة العين الصفراء ولاية النعامة، قاصّ ومترجم، وكاتب مقالات في العديد من الصّحف والمجلات الجزائرية والعربية منها: الفيصل، الدوحة، القدس العربي، العربي الجديد، الخبر، النصر، الجمهورية، كما يشرف على عدّة مواقع أدبية وثقافية إلكترونية.
كما نشر العديد من القصص في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، إلى جانب اشتغاله في حقل الترجمة، من خلال ترجمته مجموعة من الكتب إلى اللغة العربية، من بينها المجموعة القصصية “ياسمينة وقصص أخرى” لإيزابيل ايبرهارت، والتي صدرت في طبعتها الأولى سنة 2011 عن دار القدس العربي، وعن كتاب مجلة الدوحة القطرية في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة سنة 2015 . من بين الكتب التي ترجمها: ” لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي ” لخليفة بن عمارة سنة 2002 ، كما ترجم لنفس المؤلف أي خليفة بن عمارة عدة إصدارات منها ” كتاب النسب الشريف” الذي صدر سنة 2008، “كتاب سيدي الشيخ ” صدر سنة 2011 ، “تاريخ الجنوب الغربي الجزائري” صدر سنة 2015، كما ترجم كتاب “ديسمبر 1960 بوهران” سنة 2013، رواية “ليندة” لمحي الدين بريزيني.
ومن آخر أعماله المترجمة المجموعة الشعرية ” صديقتي القيثارة ” للشاعرة والاعلامية الراحلة صافية كتو. ولديه قيد النشر ترجمة لبعض أعمال ايزابيل ايبرهارت تحت عنوان ” حكايات جزائرية ” ، الى جانب مجموعة قصصية بعنوان ” نزق ” ، ومشاريع أدبية أخرى قيد التحضير . ويعد من المثقفين من المدرسة الواقعية اهتم كثيرا بترجمة الأعمال التاريخية للمنطقة حتى تكون في متناول جيل اليوم باللغة العربية.
سعيدي محمد أمين