بعد مشوار طويل في مجال التمثيل، جسد خلاله الفنان سيدعلي بن سالم العديد من الأدوار المتنوعة في عدة أعمال فنية منها “المصير”، “اللاعب”….. ووقف خلال هذه المسيرة وفي مختلف هذه الأعمال مع العديد من الفنانين العمالقة الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفن.
هذه التجارب الفنية التي سمحت له بالاحتكاك بكبار الفنانين الذين شرّفوا الفن الجزائري داخل وخارج الوطن، ومنهم تعلّم أبجديات الفن الحقيقي، وهي فرصة أيضا سمحت له بخوض تجربة كتابة السيناريو والإخراج وهذا بإنجازه لمسلسل من الدراما الاجتماعية بعنوان “سامحني” جمع فيه نخبة كبيرة من عمالقة الفن في الجزائر وهم من المحترفين الذين ينتمون إلى الزمن الذهبي للفن.
وقد أعادهم سيدعلي بن سالم للواجهة بعد سنوات طويلة من التهميش، خاصة بعدما أصبحت الساحة الفنية يتحكم فيها الدخلاء الذين تجاهلوا المبدعين الحقيقيين والموهوبين فنيا بحجة أن هؤلاء يشترطون أموالا طائلة مقابل تجسيد الدور المقترح عليهم، لذا يفضل هؤلاء العمل مع الدخلاء أيضا في مجال التمثيل.
ومن بين الأسماء الفنية التي شاركت في “سامحني”، نذكر مدني نعمون، أحمد قادري (قريقش)، مصطفى بن شقروني، نادية طالبي وزينب عراس….
كما تعامل أيضا في هذا العمل الفني مع العديد من الوجوه الجديدة التي تعد اكتشافا لجيل جديد في مجال التمثيل منحها سيدعلي بن سالم فرصة ممارسة موهبتها الفنية.
وبعد ابتعادها عن ممارسة الفن منذ فترة طويلة لأسباب عديدة، أعاد الفنان سيدعلي بن سالم العملاقة نورية إلى ممارسة الفن بمنحها دور يناسب سنها (100 سنة). وتعتبر هذه المشاركة لنورية في هذا المسلسل بمثابة تكريم لها ولمسارها الفني الحافل بالأعمال الناجحة والأدوار المتنوعة سواء في المسرح أو الدراما التلفزيونية وحتى السينما .
وعن السيناريو، فإن كاتبه ابتعد عن التطرق إلى المتاجرة بالمخدرات التي أصبح يُركز عليها في الأعمال الفنية التلفزيونية الجزائرية في السنوات الأخيرة ولم تعد تلامس الواقع الجزائري الذي يعيشه أغلب فئات المجتمع، وقد تطرق الفنان سيدعلي بن سالم في هذا العمل إلى الميراث والتأخر في الزواج بسبب أزمة السكن واستغلال المسؤول لمنصبه للتحرش بالموظفات…… الخ، وهي مواضيع منقولة من واقعنا المعاش .
للتذكير، فإن هذا العمل الفني الذي أنجزه سيدعلي بن سالم كان جاهزا للعرض وبحوزة التلفزيون العمومي منذ 2016 وفي كل مرة يتلقى صاحبه وعدا من القائمين على هذه المؤسسة لبثه لكن دون جدوى، ومع التغيير الذي عرفه التلفزيون العمومي من ناحية تسييره وتعيين أحمد بن صبان مديرا عاما على رأسه، أعاد الاعتبار للعديد من الكفاءات المهمشة التي نفضت الغبار عن مختلف الأعمال الفنية التي كانت بحوزتها منها “سامحني” الذي أعيد فيه الاعتبار لعمالقة الفن في الجزائر.
حورية/ ق