من المقرر استكمال تنفيذ تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، الجمعة، في أكبر صفقة من نوعها منذ اندلاع الصراع في اليمن.ومن المزمع أن يصل إلى العاصمة ، الجمعة، 200 أسير من مطار عدن (جنوبا) من الجانب الحكومي، والإفراج عن 150 أسيرا من صنعاء التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وسبق أن أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن مارتن غريفيث، عبر بيان مشترك مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في 27 سبتمبر الماضي، اتفاق الحكومة والحوثيين في جنيف على تبادل 1081 أسيرا.
وسابقا، أُطلق سراح 710 أسرى، بينهم سعوديون وسودانيون، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأعرب مسؤول ملف الأسرى في الجماعة، عبد القادر المرتضى، خلال مؤتمر صحفي في صنعاء، عن “استعداد لجنة شؤون الأسرى (الحوثية) للدخول مباشرة في مشاورات جديدة تفضي إلى اتفاقيات جديدة”. من جهتها، رحبت نقابة الصحفيين اليمنيين بإطلاق سراح 5 صحفيين، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي بدأت، الخميس.وفي بيان لها طالبت النقابة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بمواصلة جهوده لإطلاق سراح بقية الصحفيين المختطفين.وجددت مطالبتها المنظمات المحلية والدولية المعنية كافة بحرية الرأي والتعبير، وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، مواصلة جهودهم حتى إطلاق الصحفيين المختطفين كافة.وقال أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجي، إن “حرية الصحافة في اليمن لاتزال تحت تهديد خطير”. تعليقا على تقرير أصدرته نقابة الصحفيين اليمنيين بداية الأسبوع الجاري، يتضمن استعراضا للانتهاكات التي تشهدها الصحافة بالبلاد.من جانبه، دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إلى التحقيق بجرائم قتل عدد من الأسرى في معتقلات جماعة الحوثي.وجاءت الدعوة في تصريح للوزير اليمني، نشرته وكالة الأنباء الحكومية “سبأ”.وقال الإرياني: “أدعو إلى تحقيق عاجل وشفاف بجرائم تصفية أسرى فارقوا الحياة تحت التعذيب النفسي والجسدي”.وأضاف أن هؤلاء الأسرى (لم يحدد عددهم): “اقتلعت أجزاء من أجسادهم، وتم التمثيل بجثثهم بطريقة وحشية”.وأوضح أن بينهم “الأسيرين محمد الصباري وعزام صيفان_”.وكانت منظمات حقوقية، من بينها “سام” (يمنية غير حكومية)، قد تحدثت عن أن الأسيرين: “تعرضا للتعذيب حتى الموت في سجون الحوثي”.ودعا الإرياني الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى “الاطلاع على الحالة الصحية للمفرج عنهم”.وأشار إلى “معلومات أولية عن إصابة عدد منهم (لم يحدده) بإعاقات نفسية وجسدية وتردي وضعهم الصحي”.
وقال إن ذلك “جراء التعذيب الوحشي في معتقلات الحوثي غير القانونية، مقارنة بالظروف الطبيعية للأسرى الحوثيين”_.
ولم تعلق جماعة الحوثي على هذه الاتهامات بعد. وعن صفقة تبادل الأسرى، قال الوزير اليمني: “الحكومة الشرعية قدمت الكثير من التنازلات لإنجاح جهود الأمم المتحدة في ملف الأسرى والمختطفين”.وفي السياق ذاته، دعا مستشار الرئيس اليمني أحمد عبيد بن دغر، الحوثيين لاتباع خطوة تبادل الأسرى بأخرى، “واعية مدركة للمخاطر الكبرى الناجمة عن الانقلاب والتمرد على الشعب والوطن”.وقال في بيان نشره على صفحته في “فيسبوك”: “نريدها عودة نحو سلام عادل وشامل، لا يمكن بناؤه خارج مرجعياته أو بعيدا عن المصالح الوطنية الكبرى”.وأعرب ابن دغر عن شكره للمبعوث الأممي مارتن غريفيث، وكل الفاعلين الإقليميين والدوليين، والقيادة السعودية لجهودهم المثمرة، والوسطاء الذين كان لهم الفضل في نجاح هذه المبادرة.