في أدغال إفريقيا

في أدغال إفريقيا

في أدغال إفريقيا

تجتمع القرود حول النار

تأكل لحوم بعضها في وضح النهار

في أدغال إفريقيا

يصفق الفيل للفأر

يخاف الظل من ظله

الكل يلعب لعبة الانتحار

ونحن طلاب العلم كأقزام سندريلا

تلتهمنا أفواه الأغوال

فنغدو عنوانا منسيا في جريدة الأخبار

تسمع دق الطبول في كل بيت

صراخ الطبيعة عراك الفيلة

وآهات فتاة مغتصبة يعلو على بعد أمتار

لا صوت للقصيدة في بلدي

فلمن تقرأ زابورك يا داوود

لرؤوس الحمير أم للأبقار

الكل مستيقظ نائم

جامعة تشكو من الانهيار

فعلى وجوه حكامها علامات استفهام

تعلو رؤوسهم نقاط لامتناهية وأصفار

حولنا بعض غربان

نقرت أجساد ضحيتها نراها

تبتسم بأسنان باد عليها اصفرار

إنها أدغال إفريقيا يا سادتي

كهف الظلام

تقتل فيه الذات وتستبد الأفكار

نكتب بماء دموعنا

بدماء ضحايانا

فليس لنا إلا هذا الخيار

هي المدينة الوحيدة المزلزلة

التي لم تكشف بعد أثقالها

فهل سيكشفها علم الآثار

فلسطين تمطر حجارة

وأخيرا ضحك الحمار

العالم كله ينظر إلينا بمنظار

ونحن نقتل بعضنا

نشرب دماء بعضنا

دع الحكام ترقص بالسيف البتار

ظنوا أن تحت التراب كنوز

ليس كل ما يلمع ذهبا

فلا تهدموا سقف بيتي لا تطيحوا الجدار

سآكل تراب بلدي إذا ما جعت

ولن أقدمها هدية للكفار

هذا هو قراري ليس عليه غبار

 

-بوفسيو أسامة-