في أجواء احتفائية تقليدية.. 9 أزواج شباب يدخلون القفص الذهبي خلال حفل زفاف جماعي بمتليلي

في أجواء احتفائية تقليدية.. 9 أزواج شباب يدخلون القفص الذهبي خلال حفل زفاف جماعي بمتليلي

بدأت ظاهرة الزواج الجماعي تنتشر في المجتمع الجزائري، حيث أخذت بعض الجمعيات الخيرية على عاتقها التكفل بإقامة مثل هذه المبادرات لإعانة الشبان على إتمام نصف دينهم وهو الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا وسط الشباب وأهلهم سواء الفقراء أو ميسوري الحال.

وقفت ظروف المعيشة الصعبة حاجزا أمام رغبة الكثير من الشبان في تأسيس بيت الزوجية، وصدّتهم المغالاة في المهور وارتفاع تكاليف حفل الزواج من التقدم خطوة إلى الأمام في هذا المشروع، وتحوّل الزواج عندهم إلى حلم يصعب تحقيقه في ظل الظروف الراهنة. وتقف أزمة السكن كأكبر عائق أمامهم ناهيك عن عدم ظفر أغلبيتهم بمنصب شغل مستقر يضمن لهم التكفل بمصاريف عرسهم. ومن أجل ذلك بدأت العديد من الجمعيات وكذا بعض المحسنين وميسوري الحال في مساعدة الشباب وإخراجهم من دوامة الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة عن طريق إقامة حفل زواج جماعي، لأبناء المنطقة الواحدة.

 

تسعة شباب يدخلون القفص الذهبي

دخل تسعة أزواج ينحدرون من شرائح اجتماعية هشة القفص الذهبي خلال حفل زفاف جماعي نظم نهاية الأسبوع بمدينة متليلي الواقعة 45 كلم جنوب غرداية، والذي أقيم وسط مشاهد من العادات والطقوس الاجتماعية العريقة التي تشتهر بها المنطقة. وتميز هذا الحدث الاجتماعي الذي بادرت به زاوية الشيخ سيدي الحاج بن بحوص بمتليلي والنسيج الجمعوي المحلي تحت شعار “التوادد والتضامن”، والذي يهدف حسب المنظمين، إلى ترقية الانسجام الاجتماعي وأواصر التضامن بين مختلف الشرائح الاجتماعية أيضا بحضور المشاركين في ملتقى الطريقة الشيخية.

 

عادات متوارثة

ونظم حفل الزفاف الجماعي وكما جرت العادة وفق التقاليد والعادات المتوارثة المستلهمة من الأجداد والمبنية على الأخوة والتآزر التي تشتهر بها مختلف قصور ولاية غرداية سيما منها قصور سهل ميزاب ومتليلي والقرارة والمنيعة وبريان دون أن ننسى ضاية بن ضحوة وزلفانة، كما أوضح أحد أعيان منطقة متليلي.

وبعد تناول وجبة العشاء وهي المأدبة التقليدية التي تحضر عادة من طبق الكسكسي بلحم الجمل تقدم العرسان وهم مرتدين ملابس بيضاء كما تقتضي عادات المنطقة أمام مئات من المدعوين بمعية مساعدون وهم يحملون حقائب ملابسهم الجديدة، قبل أن يجلسوا فوق منصة كبيرة أعدت خصيصا لهذا الحفل لتنظيم مراسم التتويج. سهرة ضيوفها من السياح والسلطات المحلية. وعادة ما تكون تلك المراسم التي تمثل ذروة سهرة الزفاف محل تشوق كبير، وتشاهدها عائلات وأقارب وأصدقاء الشباب المتوجين، ومحسنين ومتبرعين، والسلطات المحلية، إلى جانب عديد السياح العابرين للمنطقة. وتقتضي العادات أن يكون تتويج العريس من قبل أحد الأئمة الذي يختار مسبقا من قبل العائلة، حيث تتم تلك المراسم في حفل وديكور بهيج تسوده أجواء روحانية مصدرها المدائح النبوية والقصائد الدينية.

 

مواعظ من قبل المشايخ

ويتم بذات المناسبة إلقاء مواعظ من قبل مشائخ وأئمة حول أهمية شعيرة الزواج في حياة المسلم، ومساهمة هذا الرباط المقدس في تكريس قيم الإستقرار والتضامن الإجتماعي، وأيضا الدور المنتظر من الأزواج في تعزيز نسيج المجتمع المسلم، وهذا إلى جانب توزيع هدايا العرس التي تتمثل بالخصوص في “تجهيزات إلكترومنزلية” لفائدة الأزواج الجدد.

ونظم بذات المناسبة الاجتماعية حفل ختان جماعي لنحو 15 طفلا ، وتوزيع عليهم هدايا، الى جانب تكريم أطفال من حفظة القرآن الكريم. وتوجت هذه السهرة بتنظيم السلكة أو الختمة الجماعية (تلاوة جماعية للقرآن الكريم) على روح شيخ ومؤسس الطريقة الشيخية بمشاركة أتباع ومريدي هذه الطريقة الذين وفدوا من شتى مناطق الوطن.