الجزائر- كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطاهر حجار، أن الجزائر منحت هذه السنة 2.500 منحة تعاون لصالح طلبة أجانب والذين ارتفع عددهم إلى 12.000 طالب قادمين من 70 بلدا، وهذا في إطار
الاستفادة “العادلة والشفافة” من التعليم الجامعي بالنسبة للمتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا.
ولدى عرضه، الجمعة، بباريس الإنجازات الجزائرية العديدة في مجال التعليم العالي وإبراز الدور”الأساسي”لهذا القطاع في إدماج الشباب، أوضح حجار أنه “فضلا عن قيم الاستقبال والضيافة ومساهمتنا في سياسة تنمية الموارد البشرية لهذه البلدان الشقيقة والصديقة، فإن الجزائر تعتبر كل خريج أجنبي من الجامعات الجزائرية بمثابة همزة وصل إضافية للصداقة والتفاهم والتعاون”.
وفي مداخلة له خلال مائدة مستديرة حول موضوع”توسيع الاستفادة وضمان النجاح للجميع في مجال التعليم العالي” خلال أشغال الندوة الدولية حول مسار بولونيا التي ضمت على مدار يومين بباريس وزراء التعليم العالي للدول الأوروبية الـ48 بمشاركة 30 بلدا غير عضو، صرح الوزير أن”الجزائر ركزت منذ السنوات الأولى للاستقلال على أهمية التربية والتعليم العالي لمرافقة مشاريعها التنموية”.
واعتبر أن ذلك كان بمثابة تحد “بالنسبة لبلد أغلبية سكانه من الريف تنتشر في أوساطهم نسبة أمية مرتفعة مقابل نسبة جد ضئيلة في مجال التدريس في المستويين الابتدائي و الثانوي وبالتالي عدد قليل من المتحصلين على شهادة البكالوريا”، مضيفا أن الجزائر انتقلت من جامعة واحدة ومدرستين بالجزائر العاصمة سنة 1962إلى 106 مؤسسة جامعية سنة 2018 ومن 2375 طالب جامعي في 1962 إلى 1.730.000 طالب اليوم.
وقال “إننا انتقلنا من 3 طلبة لكل 10000 نسمة إلى حوالي 400 طالب لكل 10000 نسمة خلال 2017 / 2018″، مشيرا إلى أن هذا التعداد سيرتفع بشكل “معتبر” ليصل إلى 2 مليون خلال 2019 / 2020 و5،3 مليون في آفاق 2030″ مؤكدا أن “هذا الارتفاع في تعداد الطلبة الجامعيين هو نتيجة سياسة دمقرطة ومجانية التعليم العالي ومهمتها المكرسة في الخدمة العمومية”، مضيفا أنه منذ 1999 وبوصول رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى الحكم شهد قطاع التعليم العالي “نموا واسعا” سواء من حيث تطوير هياكل قاعدية جديدة أو زيادة التأطير وعدد الطلبة من خلال إستراتيجية تنموية حملتها أربعة برامج خماسية.
زيادة بـ 340 بالمائة في تعداد الأساتذة
وكشف المسؤول زيادة عدد الطلبة ما بين 1999-2018 بنسبة 270٪ (407.995 طالب مسجل منهم 208.523 بنت أي 51.1٪ ما بين 1999-2000 و1.730.000 طالب مسجل من بينهم 1.081.250 بنت أي 62,5٪ في سنة 2018 )، مشيرا إلى أن عدد الأساتذة عرف هو الأخر زيادة بنسبة 340٪ إذ ارتفع من 17 460 أستاذ في 1999-2000 إلى 60000 أستاذ في 2017-2018 .
كما أشار إلى أن عدد الجامعات انتقل من 53 مؤسسة منها 18 جامعة في 1999-2000 إلى 106 مؤسسة جامعية منها (50 جامعة و 13 مركزا جامعيا و43 مدرسة عليا) في 2017-2018، بحسب توضيحات الوزير الذي أبرز الإصلاح الجديد لهندسة التعليم العالي الجزائري المستمد من النظام الأوروبي ليسانس-ماستير-دكتوراه مرفقا بتحيين وتأهيل مختلف البرامج البيداغوجية وإعادة تنظيم التسيير البيداغوجي والحكامة.
وأوضح الوزير أن “هذا التحول يبرهن عند الاقتضاء إرساء مسار مدعم لإدماج الشباب من كافة الفئات الاجتماعية في التعليم العالي من شأنه المساهمة في تطوير البلد وفي تعزيز لحمته الاجتماعية بشكل خاص، فضلا عن بناء الجزائر كدولة-أمة” مشيرا إلى أن 80٪ من الطلبة يستفيدون من المنح ونحو 50٪ منهم يقطنون الأحياء الجامعية، لكن كما أشار،”بما أن الجمهرة ليست هدفا في حد ذاتها، فإن مسألة نوعية التعليم العالي أصبحت منذ عدة سنوات إلزامية أدرجت ضمن عملية تسيير القطاع من خلال ضرورة الإدماج المهني لحاملي الشهادات (قابلية التشغيل).
وأكد حجار في المقابل أنه “ما بين 1962 / 1963 كان هناك فقط 2،21٪ من الفتيات مسجلات في الجامعة، في حين بلغت سنة 2017 نسبتهن 5،62٪ من عدد الطلبة المسجلين و 6،65٪ من حاملي الشهادات”، مضيفا فيما يخص الدراسات التحضيرية لشهادة الدكتوراه أن الفتيات يمثلن اليوم نسبة 5،52٪ من عدد الطلبة”، موضحا أنه من أصل 60.000 مدرّس جامعي من مختلف الرتب تمثل النساء نسبة 47٪ “.
وتابع حجار يقول”بخصوص مسألة الجنسين، فإنه لا يمكن إلا الانبهار بالنتائج المحققة بالنظر إلى نقطة الانطلاق في هذا التطور وخاصة المشاكل التي تلزم تخطيها وكذا مميزات المجتمع الجزائري، حيث لا تشكل نسبة الإناث النشطة سوى 6،20٪ من إجمالي عدد السكان النشطين”.