يعود ملف سرعة تدفق الأنترنت من جديد في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى تعميم خدمة الألياف البصرية، حيث أكد خبراء على أهمية الرفع من مستوى تدفقها لتسهيل حياة المواطن والتوجه نحو بناء جزائر جديدة أساسها رقمنة كل القطاعات.
ولا مناص اليوم لبناء الجزائر الجديدة من مواكبة العولمة والرقمنة التي ترتكز بالدرجة الأولى على سرعة تدفق الأنترنت التي من شأنها تحقيق الفارق في مفهوم التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أبرز الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار في تصريح للصحافة، أنه حان الوقت لوضع أرضية رقمية صحيحة وأن الوصول إلى ذلك يتطلب ايجاد حلول لمشكل سرعة تدفق شبكة الأنترنت التي تعد بطيئة -على حد تعبيره- .
وشدد قرار على أن الانتقال إلى مجتمع رقمي ومواكبة تطورات العصر يتطلبان التمكن من تقديم خدمة الربط بشبكة الأنترنت ذات نوعية جيدة وإلا نبقى “خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الوراء”.
ما تزال معاناة مستخدمي الأنترنت في الجزائر متواصلة مع صعوبات جمة في استخدامها والولوج إلى المواقع وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ضعف تدفق الأنترنت ورداءة الخدمة. ورغم أن هذه المشكلة في بلدنا ليست جديدة أو وليدة اليوم إلا أن حدتها زادت في الآونة الأخيرة.
نشطاء مستاؤون
عبّر نشطاء جزائريون عن استيائهم من ضعف تدفق الأنترنت في البلد، ومن خدمات “شركة اتصالات الجزائر”. ولطالما بررت الشركة المعنية في بيانات دورية بطء الأنترنت بأسباب تقنية، تكون وراء التذبذب الحاصل في التدفق، لكن الجزائريين يرفضون “تبريرات” الشركة، إذ يقارنون قوة التدفق في بلدهم مع بلدان الجوار، وأيضا مع بعض البلدان الإفريقية، التي اعتمدت الأنترنت بعد الجزائر، لكنها تتوفر على قوة تدفق معتبرة.
ويعرف تدفق الأنترنت هذه الفترة تذبذبًا في الشبكة الوطنية، ولدى باقي المتعاملين الخواص للهاتف النقال، الأمر الذي أثر بشكل كبير على نشاط العديد من القطاعات. وتتذيل الجزائر قائمة دول العالم فيما يخص جودة خدمة الأنترنت وسرعة تدفقها، رغم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها لتحسين الخدمة.
مِلفُ ضُعف تدفق الأنترنَت يصل إلى الرِئاسَة
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد طالب بإنهاء مشكل تدفق الأنترنت مع إعداد تقرير مفصل عن هذا الوضع، حيث طالب وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، تحت إشراف الوزير الأول، بـ “إيجاد حل نهائي لمشكل بطء تدفق الأنترنت وتحديد عوامل العرقلة، وإن استدعى الأمر إحالة الملف على مجلس الوزراء”.
تَساؤلات عن تأخر إطلاق الكابل البحري “أورفال”
تساءل عدد من الخبراء والمتخصصين في التكنولوجيا، عن أسباب تأخر إطلاق الكابل البحري _أورفال_ الذي يربط الجزائر العاصمة ووهران بفالنسيا الإسبانية، وهو المشروع الذي أطلق في عهد وزيرة البريد السابقة هدى إيمان فرعون، لكنه غير جاهز بعد للتشغيل.
منظمة “أبوس”: لا بُدَّ من مُتعاملٍ رَابعٍ للهَاتفِ النَّقال!
جددت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك _أبوس_ مطلبها بضرورة _وجود متعامل رابع للهاتف النقال لبعث منافسة قوية خدمة لمصلحة المستهلك ماديًا ونوعيًا، خاصة في بلد بحجم قارة كالجزائر_. وهو الطلب نفسه الذي رفعته منظمة حماية المستهلك العام الماضي لتُعيد طرحه بسبب تواصل المشكل.
الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار:
تَحريرُ حُزمةٍ من طَيفِ الذَّبذباتِ ليسَ حلاً جِذريًّا للمشكل
يرى الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار، أن الحكومة ما تزال تلجأ للحلول السهلة والترقيعية في معالجتها أزمة ضعف تدفق الإنترنت. ويبدو أن التدخل الصارم لرئيس الجمهورية أربك المسؤولين على وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.
وأضاف قرار أن _قرار تحرير حزمة طيف ذبذبات جديدة لمتعاملي الهاتف النقال، وإن كان أمرا إيجابيا نستحسنه ونُباركه، إلا أنه للأسف ليس حلاً كليًا وشاملاً لمشكل ضعف تدفق الإنترنت_، مشيرًا إلى أنه سيُمكن من حل الإشكال بشكل جزئي في الحلقة المحلية فقط، لكنه لن يستطيع حل الإشكال بشكل جذري على مستوى الشبكة الوطنية الدولية.
وفي رأي قرار، يجب أن _تكون للجزائر عدة حلول أخرى غير المرور عبر البحر ومن أماكن مختلفة خط أرضي عبر الحدود البرية مع تونس والمغرب وحتى مع إفريقيا في الجنوب، بالإضافة إلى الاتصال بالأقمار الصناعية_.
وفيما يخص ضرورة إيجاد متعامل رابع للهاتف النقال لتحسين خدمات الإنترنت في الجزائر، أوضح قرار أن _الأمر لا يتطلب متعاملا أو خامسا بسبب تشبع سوق النقال، وبالتالي لا جدوى اقتصادية أو تكنولوجية من ذلك”.
لمياء. ب