فيما يتطلع السكان لغد أفضل.. قرية “ذراع الحفى” بقدارة تنتظر نصيبها من المشاريع التنموية

فيما يتطلع السكان لغد أفضل.. قرية “ذراع الحفى” بقدارة تنتظر نصيبها من المشاريع التنموية

ما يزال قاطنو قرية “ذراع الحفى” بقدارة غرب بومرداس ينتظرون تدخل المسؤولين من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، فهم يتطلعون لغد أفضل عن طريق بعث عجلة التنمية ببرمجة مشاريع تنموية في قطاعات متعددة من شأنها أن ترفع الغبن عن حياتهم وتجعل يومياتهم كباقي العائلات الأخرى التي تم تحسين أوضاعها المعيشية.

“الموعد اليومي” كانت لها زيارة إلى قرية “ذراع الحفى” بقدارة غرب بومرداس، أين لاحظت منذ الوهلة الأولى تلك الأوضاع القاسية التي يعيشها قاطنو هذه القرية، حيث اقترب منا عدد كبير من المواطنين لدى معرفتهم أننا من الصحافة أين طالبونا بإيصال معاناتهم للجهات العليا لعل ذلك سيغير من واقعهم المعيشي الذي هو في تدهور من سنة لأخرى من دون على حد قول هؤلاء التفاتة سريعة لمسؤوليهم رغم الشكاوى المودعة، إلا أنه لا شيء تغير بدليل بقاءهم يواجهون مشاكل في شتى قطاعات الحياة الكريمة.

أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “ذراع الحفى” بقدارة غرب بومرداس في لقاء جمعنا بهم تمثل في اهتراء الطرقات، حيث أكد هؤلاء أن قريتهم تعيش عزلة تامة في فصل الشتاء في ظل الأوضاع الكارثية التي تتحول إليها الطرقات، أين تصبح بركا ومستنقعات يصعب تجاوزها حتى بالنسبة للراجلين، أما أصحاب حافلات الناقلين فيعزفون عن الدخول إلى هذه القرية خوفا من الأعطاب التي قد تصيب مركباتهم، وهو ما يحتاج إلى أموال باهضة لإعادة صيانتها وهو ما سيثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، في حين في فصل الصيف تتحول الطرقات إلى غبار متطاير في كل مكان، مما يسبب أمراضا مختلفة لقاطنيها خاصة منهم ذوي الحساسية والربو، بالإضافة إلى مشكل غياب الغاز الطبيعي عن سكناتهم مما يجعلهم يجرون وراء قارورات غاز البوتان التي تنفذ بسرعة البرق في فصل الشتاء نتيجة للطلب الكبير عليها، وهو ما يجعل التجار الجشعين يرفعون أسعارها أين تصل في الأيام الباردة إلى 450 دج، ما أثقل كاهل العائلات خاصة ذوي الدخل المتوسط الذين أجبرتهم هذه الوضعية على اتباع الطرق البدائية في عيشهم من خلال جلبهم للحطب من أجل استعماله للتدفئة والطهي على حد سواء.

كما أن السكان يتجرعون عواقب نقص الماء الشروب يوميا، أين أكد ذات المتحدثين أن هذا المشكل يعانون منه منذ أمد طويل، خاصة مع سعيهم لجلب الماء من الآبار التي تكلفهم المشقة والعناء اليومي، وأن بعضها غير صالح للطبخ والشرب والغسيل مع عدم كفايتها خاصة في فصل الصيف الذي يكثر فيه استعمال هذه المادة الحيوية، فيما أثقلت الصهاريج كاهل العائلات المعوزة بسبب المضاربة التي تخضع لها من قبل التجار أين يصل سعر الصهريج الواحد إلى 2500 دج.

كما يشتكي قاطنو هذه القرية من انتشار النفايات في جميع أرجاء القرية نتيجة تقاعس العمال عن القيام بواجبهم الذين لا يزورون القرية كثيرا، الأمر الذي أدى إلى تكدسها ما حولها إلى شبه مفرغة عمومية تشمئز منها النفوس وتنفر الزوار إليها، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والحيوانات الضالة ما بات ينذر بكارثة بيئية تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الجزائر في ظل تفشي جائحة “كوفيد 19”.

من جهتهم، شباب القرية لهم نصيب من المعاناة أين أبدوا استياءهم وتذمرهم الشديدين من غياب المرافق الترفيهية والرياضية، مطالبين السلطات المعنية وعلى رأسها مديرية الشباب والرياضة لولاية بومرداس بضرورة الالتفات إليهم والاهتمام بانشغالاتهم من خلال إنجاز مراكز رياضية ومرافق ثقافية وكذا إنشاء فضاءات للعب ومساحات خضراء، مؤكدين أن العديد منهم أضحوا يحتارون في اختيار المكان المناسب لقضاء أوقات فراغهم، وبالرغم من أن قريتهم تعرف كثافة سكانية كبيرة، غير أن ذلك لم يجعل المسؤولين يتدخلون ويبرمجون مشاريع في القطاع الرياضي والترفيهي، حيث أن القرية ما تزال تعاني نقصا فادحا في المرافق الجوارية والملاعب الرياضية التي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتمكنهم من إظهار طاقاتهم الإبداعية، خاصة أن قريتهم تضم عددا كبيرا من الشباب البطال، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضاتهم المفضلة.

وأمام هذه النقائص التي تتربص بيوميات قاطني قرية “ذراع الحفى” بقدارة غرب بومرداس، يجدد هؤلاء عن طريق هذا المنبر الحر نداءهم للجهات المعنية وعلى رأسهم والي ولاية بومرداس من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم المعيشية.

أيمن. ف