ستعاد الجيش السوري سيطرته الكاملة على مدينة حلب،في خطوة تمثل نقطة تحول فى الصراع المستمر منذ حوالى ست سنوات.
وأشارت مصادر إلى انتهاء عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين من آخر الأجزاء التى كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة فى حلب ، بعد تأجيل طويل بسبب ظروف الطقس، مما يعيد العاصمة الصناعية لسوريا لأول مرة منذ عام
2012.وأشارت إلى احتفال الكثيرين فى الجزء الغربى من حلب الواقع تحت سيطرة الحكومة بإخراج قوات المعارضة الذين أطلقوا أسلحة بدائية نحو أحيائهم.في السياق قال الدبلوماسى الهولندى السابق والخبير فى الشئون السورية نيكولاس فان دام “إن الأمر بالنسبة إلى الرئيس السورى بشار الأسد بمثابة معركة حياة أو موت فى حلب، ولم يكن خيار وقف الحرب مطروحا لديه أصلا، فإما النصر وإما الهزيمة”، واوضح أن الدولة السورية تمتلك خبرة عمرها نصف قرن، كما يحظى الأسد بدعم الجيش والأجهزة الأمنية.وأكمل فان دام، أنه وعلاوة على اعتماده على جيش يحار نحو عشر سنوات من الحرب لكنه بقى وفيا له، وعلى جهاز مخابرات موالى له وشعب يخاف ممارسات الارهابيين ، فإن الرئيس الأسد واجه معارضة منقسمة رفض رعاتها باستمرار التورط عسكريا معها، وفى هذا الظرف فإن الدعم الشعبى “ليس حاسما”.وفي السياق أعلن الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصرالله الجمعة أن سيطرة الجيش السورى على كامل مدينة حلب افشلت مشروع إسقاط النظام فى سوريا.وقال نصرالله فى كلمة له “اليوم بعد حلب، باستطاعة الواحد الفرد يقول مطمئنا أن هدف اسقاط النظام سقط وفشل”.وأضاف “لان النظام الذى معه دمشق وحلب اكبر مدينتين فى سوريا وحمص وحماة واللإذقية وطرطوس والسويداء… هو نظام موجود وقوى وفاعل ولا يقدر أحد فى العالم تجاهله”.من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إنه يجري العمل على وقف إطلاق النار في سورية، تمهيداً لحوار سياسي، واصفاً عملية ترحيل المدنيين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بـ “أكبر عملية إنسانية في العالم في الوقت الحالي.كما تطرق الرئيس الروسي إلى قضية اغتيال السفير الروسي في أنقرة اندريه كارلوف، مبيّناً أن عملية الاغتيال “تهجم على العلاقات الروسية التركية”.وقال بوتين في مؤتمره الصحفي السنوي الذي يعقده في نهاية العام إن “الخطوة التالية وقف إطلاق النار في سورية كلها، والبدء بعدها بإطلاق حوار سياسي”، متطلعاً إلى أن تكون العاصمة الكازاخستانية الآستانة مسرحاً لذلك.وأشار الرئيس الروسي إلى أن الآستانة موافقة على ذلك، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، وإيران، يدعمون ذلك أيضاً.ووصف الرئيس الروسي الترحيل الذي حصل مؤخراً في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بأنه ” أكبر عملية إنسانية في العالم في الوقت الحالي”، حيث قال “يجري الحديث عن أكثر من 100 ألف شخص تم إخراجهم من حلب، أود أن أشدد على أن ذلك أكبر عمل إنساني دولي في العالم الحديث حتى الآن”، واعتبر أن عملية الإجلاء من حلب ما كان لها أن تتم “من دون العمل النشيط للقيادة التركية والرئيس التركي، والرئيس الإيراني والقيادة الإيرانية بأسرها”، مشيراً إلى أن ذلك “جرى بدون عمليات عسكرية، نظمنا العديد من الممرات لإجلاء عشرات الآلاف من الناس”.