يسود اعتقاد شائع بكون المصابين بفرط الحركة ونقص الانتباه يتمتعون بمستويات أعلى من الإبداع والابتكار، ومن أجل إثبات أو نفي هذا الاعتقاد، يقوم الباحثون بعدد من الدراسات والبحوث حسب ما ذكره موقع “كونسلتو”.
وأظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة قد يمتلكون قدرات إبداعية فريدة، ولكن هذه العلاقة ليست ثابتة لدى الجميع، إذ تختلف الصفات بين المصابين وفقًا للكثير من العوامل الخارجية الأخرى.
وفي هذا السياق، قال المستشارون في الطب النفسي، إن المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يمتلكون فكرًا غير تقليدي مطلقًا، إذ أن غالبًا ما يتمتعون بقدرة على التفكير خارج النمط المعتاد، علما أن طبيعة الاضطراب تجعلهم يبحثون عن طرق مبتكرة للتعامل مع المهام المختلفة، مما قد يسهم في إنتاج أفكار جديدة.
هذا، وغالبا ما يكون مرضى فرط الحركة وتشتت الانتباه قادرين على الربط بين مفاهيم متعددة وغير مترابطة بشكل سريع، مما قد يعزز عملية التفكير الإبداعي، كما أنهم يمتلكون طاقة زائدة واندفاع غير مسبوق مقارنة بالآخرين، إذ أنهم ينغمسون في مشروعاتهم وأفكارهم بإصرار، مما يؤدي إلى بزوغ أفكار جديدة وغير نمطية، كما أنهم أكثر استعدادًا لتحمل المخاطر، مما يجعلهم يستكشفون أفكارًا أو مشروعات قد لا يتطرق لها الآخرون بسبب الخوف من الفشل.
ومع كل ما سبق، إلا أن الباحثين يقولون بأنه رغم قدرة المصابين على الإبداع إلا أنهم غير قادرين على الاستمرار في المهام لفترات طويلة، مما قد يؤدي إلى تعثرهم في استكمال الأفكار أو المشروعات التي بدأوها، كما أن الإبداع وحده لا يكفي لتحقيق النجاح، إذ يحتاج إلى تركيز وتنظيم لتحقيق الأفكار وتنفيذها على أرض الواقع- حسب المختصين -.
هذا، ويعتبر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً، ويظهر عادة في مرحلة الطفولة وقد يستمر حتى البلوغ.
الوكالات