استعاد المنتخب الوطني لكرة القدم خلال سنة 2023 الروح القتالية والنسق المعتاد في الفوز مسجلا سنة دون انهزام، فيما يأمل الجمهور الجزائري في تكرار سيناريو كان 2019، قبل انطلاق كأس إفريقيا للأمم، كان-2023 (المؤجلة لعام-2024) بكوت ديفوار (13 جانفي – 11 فيفري)، فيما حقق فريق اتحاد الجزائر انجازين تاريخيين في المنافسات الإفريقية.
خلال سنة 2023، حطم المدرب الوطني جمال بلماضي رقما قياسيا جديدا تمثل في قضاء موسم رابع بدون هزيمة على رأس “كتيبة الجزائر” على غرار سنوات 2019، 2020 و2021، بعد المقابلة العاشرة مع المنتخب في نوفمبر الماضي أمام الموزمبيق بمابوتو (فوز: 2-0)، لحساب الجولة الثانية من المجموعة السابعة، لتصفيات كأس العالم-2026.
فبعد سنة 2019 التي عرفت تتويج “الخضر” باللقب القاري في مصر، ثم سنتي 2020 و2021 اللتين ميزهما تسجيل سلسلة الـ35 مباراة دون انهزام، أنهى الناخب الوطني سنة 2023 دون تذوق طعم الهزيمة في 10 مباريات منها ست رسمية وأربع ودية بحصيلة 7 انتصارات و3 تعادلات، ففي هذه السنة، سجل رفاق القائد رياض محرز (الأهلي السعودي) 18 هدفا مقابل 6 أهداف دخلت شباكهم.
وقد نجح المنتخب الجزائري بمجموعة أعيد تجديدها وتشبيبها، في تحقيق انطلاقة جديدة موفقة، واضعا طي النسيان سنة 2022 التي تميزت بخيبتي الإقصاء من الدور الأول لكان – الكاميرون ثم الهزيمة في مباراة السد لمونديال -2022.
وقد تفطن الناخب الوطني جمال بلماضي للأمر الواقع المتمثل في ضرورة إعادة بناء المنتخب من خلال اصطياد “العصافير النادرة”، حيث تعزز الفريق بلاعبين أمثال آيت نوري، بوعناني، شايبي، قويري وعوار الذين يعدون دعما نوعيا للتشكيلة للسير بها إلى الأمام نحو التألق في عالم كرة القدم.
وأتت “الصلصة” بمفعولها دون انتظار، حيث كانت النتائج في الموعد، مؤكدة السياسة الجديدة للمدرب الوطني الذي سطر تحديا جديدا يتمثل في استعادة اللقب القاري بالأراضي الإيفوارية ونهائيات كأس إفريقيا التي سيسجل فيها المنتخب الجزائري مشاركته العشرين بعد تأهله عن جدارة واستحقاق للعرس القاري بسيطرته الساحقة للمجموعة السادسة بحصوله على 16 نقطة في ست مباريات، متقدما على التوالي تانزانيا (8 ن) المتأهلة، وأوغندا والنيجر.
المنتخب الجزائري النسوي سار على خطى الرجال

ونفس الشيء بالنسبة للمنتخب النسوي الذي سار على خطى الرجال، حيث عادت زميلات إيناس بوطالب للعرس القاري من بابه الواسع بعد تأهلهن عن جدارة واستحقاق.
فتولي المدرب فريد بن ستيتي شؤون المنتخب النسوي، كان موفقا حيث نجح الفريق في تجاوز دورين تصفويين أمام أوغندا (2-1 ثم 1-1) والبوروندي (5-1 و 1-0)، ليحجز بطاقة التأهل للمرحلة النهائية للمنافسة بعد تأهله في طبعات سابقة (2004 – 2006 – 2010 و 2014).
بالمقابل، كان للمنتخب الجزائري للمحليين شرف بلوغ نهائي البطولة الإفريقية، حيث خسر النهائي أمام السنغال (0-0: 4-5 بضربات الترجيح). ولم يخيب لاعبو المدرب الوطني السابق، مجيد بوقرة الآمال، حيث أثبت هذا الموعد حسن منتوج اللاعب المحلي.
اتحاد العاصمة يتربع على عرش الكرة الإفريقية لأول مرة

نجح اتحاد الجزائر بعد عدة محاولات فاشلة، في التربع على عرش الكرة الإفريقية بتتويجه في شهر جوان الماضي بكأس الكونفدرالية الإفريقية، على حساب نادي يونغ أفريكانز التنزاني.
وقد نجح أصحاب “اللونين الأحمر والأسود” في جوان الماضي في طبع النجمة الإفريقية الأولى بفضل تألقهم في النهائي أمام ممثل تانزانيا، نادي سيمبا ورفعهن الكأس بالجزائر أمام حضور قياسي للأنصار.
وعاش محبو الاتحاد ليلة بيضاء في معاقل النادي البارز لحي سوسطارة في أجواء احتفالية كبرى حتى طلوع الفجر.
وكرر المدرب عبد الحق بن شيخة المهندس الكبير إنجازا آخرا بعد ثلاثة أشهر من هذا اللقب القاري وتحصل على الكأس الإفريقية الممتازة أمام العملاق المصري الأهلي عندما فاز عليه في مباراة واحدة (1-0) بالطائف (العربية السعودية)، قبل مغادرة الباخرة في شهر أكتوبر الماضي، والتحاقه في شهر نوفمبر بنادي سيمبا التنزاني.
وباعتباره أحد الأندية الأكثر تتويجا على الصعيد الوطني (8 كؤوس و8 ألقاب للبطولة)، التحق اتحاد الجزائر بالأندية المتوجة إفريقيا (مولودية الجزائر، وفاق سطيف وشبيبة القبائل).
شباب بلوزداد يحقق لقبه العاشر في البطولة

محليا، ترك فريق شباب بلوزداد بصمته على البطولة الوطنية بعدما حقق لقبه الرابع تواليا ليؤكد سيطرته على المنافسة ويضيف اللقب العاشر لرصيده، حيث يبقى الشباب على بعد أربعة ألقاب عن شبيبة القبائل النادي الأكثر تتويجا بـ 14 لقبا، حيث يعود آخر لقب لها إلى موسم 2008.
ورمى رفاق شعيب كداد بكل ثقلهم على المنافسة، بإنهائها موسم 2022-2023 بمجموع 64 نقطة، وبفارق 14 نقطة عن الملاحق المباشر، شباب قسنطينة (50 ن).
وبالنسبة للرابطة الثانية (هواة)، سجل فريقا نجم بن عكنون واتحاد سوف صعودا تاريخيا للرابطة الأولى، قاطعين خط الوصول في المرتبة الأولى أمام أندية أكثر خبرة على غرار ترجي مستغانم واتحاد عنابة وجمعية الخروب وشبيبة تيارت.
صادي يتولى زمام الأمور ويعد بإصلاحات واسعة

وعلى مستوى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف)، انتخب وليد صادي المرشح الوحيد يوم 21 سبتمبر الماضي لإتمام العهدة الأولمبية (2020-2024)، خلفا لجهيد زفيزف المستقيل من منصبه في جويلية.
وتعهد صادي (43 سنة) الذي يعتبر الرئيس التاسع عشر للفاف منذ سنة 1962، بالقيام بعدة إصلاحات بهدف إعادة كرة القدم الوطنية للسكة، وخاصة على المستوى المحلي.
وقبل قدوم العام الجديد 2024، ستكون الكرة الجزائرية أمام تحديات جديدة والبداية بكان-2024 للرجال بكوت ديفوار، والسيدات في الصائفة القادمة، فيما يسعى الناديان المشاركان في المنافسات الإفريقية للأندية إلى بلوغ نهاية المطاف.
ق.ر