السكن والشغل والمساعدات المالية كانت وراء إثارة بعض الفوضى والاحتجاجات وسط المواطنين بعنابة بسبب سوء التسيير أو تقاعس المسؤولين، وهو ما أثار غضب الوالي جمال الدين بريمي الذي توعد بمعاقبة كل مسؤول لا يحترم وعوده مع المواطن مع الإصغاء له والحفاظ على استقرار المنطقة.
سجلت عنابة، خلال الأشهر الماضية، انفجارا أو فوضى وسط طالبي السكن بعد أن تأخر بعض رؤساء الدوائر في الإفراج عن القوائم الإسمية الخاصة بالمستفيدين من السكن الاجتماعي، الذي طالما أجج فتيل الاحتجاجات في وقت سابق، إلا أن المخطط الذي وضعه الوالي جمال الدين بريمي والذي يخص عملية مراجعة كل مطالب السكن وتصفية القوائم الإسمية المقدمة ساهم بنسبة كبيرة في امتصاص غضب العائلات المقصية من السكن.
وقد ساعدت التعليمات المقدمة من طرف والي عنابة بريمي والخاصة بضرورة استقبال المواطنين والإصغاء لهم والنزول للشارع، على احتواء سلسلة الاحتجاجات والفوضى التي حولت منطقة عنابة خلال الفترات الماضية إلى بؤرة لا تعرف الإستقرار، إلا أن المخطط الجديد في التسيير ومرافقة اللجان المسؤولة عن السكن أعاد الهدوء إلى الولاية.
وفي سياق متصل، توعد الوالي بريمي أكثر من مرة بمعاقبة كل المسؤولين الذين يقدمون الوعود الكاذبة للمواطن، وهو ما اعتبره ورقة ضغط على سكان الولاية ولا يخدم مصلحة المواطن ولا يسمح للجهات المعنية بتجسيد المشاريع التنموية في ظل استمرار التلاعب بأحلام المواطن العنابي، وهو الأمر الذي أثار قلق الوالي أكثر من مرة.
ملف الشغل كان حاضرا هو الآخر بعنابة خاصة فيما يتعلق بعملية إدماج أصحاب عقود التشغيل والشبكة الاجتماعية.
وقد تجمهر طالبو الإدماج بعنابة في مناصب دائمة أكثر من مرة أمام مقر الولاية للمطالبة بحقهم في منصب دائم، إلا أن ذلك حال دون الوصول إلى إيجاد حل لهم، لكن المحتجين طالبوا أكثر من مرة بضرورة تدخل الوالي ومدير التشغيل من أجل توصيل مطالبهم
لوزارتي الضمان الإجتماعي والتشغيل.
من جهة أخرى، قلص وباء كورونا من فتيل الإحتجاجات بعنابة خلال الشهرين الماضيين، وهو ما ساعد المسؤولين على مراجعة كل الملفات المودعة، فيما تبقى بعض النقاط السوداء تثير فوضى وقلق المواطن منها نقص السيولة في مراكز البريد، كما سببت عملية توزيع المساعدات على المواطنين بسبب جائحة كورونا
بعض الفوضى وسط العائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود التي تنتظر مثل هذه الإعانات خاصة في هذه الظروف الصعبة، إلا أن اقصاء البعض منها كان وراء انتفاضة العديد من المواطنين خاصة من لهم دخل ضعيف، بعد توقيفهم عن العمل بسبب الخسائر التي تكبدتها عدة مؤسسات اقتصادية.