مع استمرار الفوضى في ليبيا، تشير التقارير الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة تدرس زيادة مشاركتها الدبلوماسية والعسكرية في ليبيا. وكانت قد كشفت شبكة سى ان ان الامريكية ان ادارة ترامب قد تستكمل قريبا
سياسة جديدة لليبيا لتوسيع الوجود الامريكى فى البلاد. وإذا ما تحققت، فإن سياسة جديدة لليبيا يجب أن تعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار في البلاد بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين.
وعلى الرغم من تردد الرئيس ترامب الأولي في اعتبار ليبيا ذات أهمية حاسمة للأمن القومي الأمريكي، أصبح من الواضح أن الولايات المتحدة لا تستطيع تجاهل التهديد الأمني الذي تفرضه ليبيا على حلفاء الولايات المتحدة في جنوب البحر الأبيض المتوسط. وفي السياق تواجه أوروبا ثلاثة تهديدات أمنية رئيسية قادمة من ليبيا اولها الهجرة غير المشروعة، وثانيها النشاط الإجرامي، وثالثا واخطرها الإرهاب، فليبيا هي أكبر نقطة عبور للمهاجرين إلى أوروبا؛ وصل أكثر من سبعين ألف مهاجر إلى إيطاليا هذا العام؛ بلغ العدد أكثر من 000 180 شخص في عام 2016. وتشارك المنظمات الإجرامية في شبكات الاتجار بالبشر عبر الحدود من أفريقيا جنوب الصحراء إلى البحر الأبيض المتوسط وتهرب المنتجات بما في ذلك المخدرات والأسلحة. ويستفيد الإرهابيون وغيرهم من الجماعات المسلحة المتطرفة في ليبيا من هذه الأنشطة الإجرامية. كما أن الحدود الليبية التي يسهل اختراقها تستفيد منها المنظمات الإرهابية. فى شن هجمات من ليبيا في الدول المجاورة وكذلك في أوروبا .وإزاء هذه الخلفية، دعت إيطاليا مرارا المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى الارتقاء بحل الصراع في ليبيا باعتباره أولوية من أولويات الاستقرار العالمي. وعلاوة على ذلك، أكد اجتماع عقد مؤخرا بين وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس ووزير الدفاع الإيطالى روبرتا بينوتى على التعاون الأمريكى والإيطالى فى مجال الإرهاب وأزمة المهاجرين. وبالتالي أهمية حل الأزمة الليبية. من جهته أجرى قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، الفريق توماس وولد هوسر، لقاء مع قيادات عسكرية بارزة بالجيش المصري، حول الوضع في ليبيا، والجهود الرامية لإحلال السلام هناك.والتقى هوسر ، مع رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمود حجازي، بمشاركة سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، بيتر بودي.ويأتي اللقاء، بالتزامن مع وجود عدد من المسؤولين الليبيين، في القاهرة.وفي سياق حلحلة الازمة السياسية الراهنة في ليبيا كشفت مصادر اعلامية ان المبعوث الاممي الجديد غسان سلامة الذي باشر مهامه على راس البعثة الاممية الى ليبيا منذ الاول من جويلية الحالي من مقر الامم المتحدة في نيويورك وقام بعدد من الاتصالات مع مسؤولي دول الاقليم والجوار الليبي سوف يأتي الى تونس يوم 1 اوت القادم وسيبقى لأيام محدودة بمقر البعثة الاممية المؤقت.معلوم ان بعثة الامم المتحدة كانت تخطط للعودة الى طرابلس لتباشر اعمالها من هناك غير ان واقعة احتجاز موظفين في مدينة الزاوية الاسبوع قبل الماضي جعلت البعثة تؤجل عودتها الى طرابلس الى موعد لاحق لغاية تحسن الوضع الامني . وكانت قد اندلعت مجددا هذا الاسبوع اشتباكات مسلحة بين قوات الحرس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق والمجموعات المسلحة الموالية لحكومة الانقاذ ،وذلك عند منطقة القربلي _ 60 كلم شرق طرابلس. وأشارت مصادر امنية ليبية متطابقة بان المواجهات اسفرت عن سقوط 4 قتلى و21 جريحا وان بعض الجرحى جرى نقلهم الى تونس للعلاج.ورغم المساعي الدولية الهادفة الى استئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين إلا ان الاطراف الموالية لحكومة الانقاذ مازالت تصر على الاحتكام للغة السلاح لفرض امر واقع جديد ،والسعي للسيطرة على مواقع مهمة خسرتها خلال الفترة السابقة ومنها مطار معيتيقة وسجن الهضبة وغيرها من المواقع .