فيما بدأت شعوب العالم “تراجع ثقافتها لديها”.. الإسلام  يأمر بالنظام والنظافة

 فيما بدأت شعوب العالم “تراجع ثقافتها لديها”.. الإسلام  يأمر بالنظام والنظافة

يأمر الإسلام في القيم السلوكية بقيمتي النظام والنظافة، وهما سلوك حضاري منذ أن انتشر الإسلام، حيث قال تعالى: “إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ “، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نظِّفوا أفنيتكم ولا تشبَّهوا باليهود”. ويرى الكاتب والصحفي العراقي إياد الدليمي، أن شعوب العالم “بدأت تراجع ثقافة النظافة لديها”، مضيفاً: “هذا الفيروس القاتل والمتفشي الذي يهدد العالم سيغير كثيراً من عادات الشعوب وثقافاتها، وأولاها النظافة”. وفي حديثه أشار الدليمي إلى أن العالم اليوم “يعتمد في مجابهة الفيروس على النظافة، وكثير من آليات النظافة نعرفها نحن كمسلمين”، موضحاً: “نحن نعتمد الماء في الطهارة للصلاة ونعتمد الاغتسال، ولدينا أحاديث نبوية توصي بغسل اليدين قبل الأكل وبعده وبعد الاستيقاظ من النوم، هذا فضلاً عن آليات العزل الصحي التي جاءت في الأحاديث النبوية الشريفة وهي التي يعتمدها العالم اليوم”.

يقصد بذلك الحديثَ الوارد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: “إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ”. وتابع الدليمي: “حتى السلام في الدين الإسلامي فيه وقاية من انتشار الفيروسات”. ويرى أن العالم بعد القضاء على مرض كورونا “سيختلف عما قبله، لذا أعتقد أننا اليوم أمام فيروس سيعيد ترتيب كثير من التفاصيل، ربما لن تقتصر على عادات النظافة لدى الشعوب”. وعن إمكانية أن تكون تلك العادات التي دعا إليها الإسلام مجرد خطوات سيلتزمها الناس لوقت محدود ثم يتجاهلونها، يقول الدليمي: “ربما يملُّون ويتعبون، ولكن ما دامت في هذه العادات الإسلامية وقاية لهم من الفيروسات فأعتقد أنهم سيواصلون”.

ويرى الباحث في علوم القرآن الدكتور ياسين اليافعي، أن الأطباء والمختصين يقولون إن “أفضل طريق لمنع انتشاره وتوسُّع ضحاياه، هي بأشياء نجد لها في ديننا الإسلامي سنداً وأدلة؛ بل كثير منها ثقافة دينية وسلوك يومي، خاصة في جوانب النظافة التي تحد من المرض وتمنع انتشاره”. وأشار إلى أن الأطباء أكدوا أهمية غسل اليدين، مضيفاً: “هذا لا يخفى تكراره ديناً في كل وضوء، وقبل الأكل وبعده، ووضوء ما قبل النوم، وغسل اليد عند الاستيقاظ، والمضمضة والاستنشاق، ففي هذه النظافة المتكررة لليد قطع لسلسلة الانتشار السريع للمرض وانتقاله بين الناس”. وأضاف: “نجد أن الإسلام قد خفف كثيراً من الأحكام الشرعية؛ حمايةً للنفس وصيانة لها من الوقوع في المرض أو احتمال وقوعه، ولذلك نجد عدم وجوب الجمعة والجماعة والذهاب للمساجد على المريض أو من يخشى من ذهابه الوقوع في المرض أو نقل ذلك المرض؛ بل وصل إلى حد نهي مَن أكَل الثوم عن دخول المسجد، فكيف بمثل هذا المرض؟”. وتابع: “المسلم وهو يجد العالَم رغم قوته وإمكاناته العلمية يعود لبعض الواجبات الدينية التي يعرفها منذ أن عرف دينه، لَيحمد الله على هذا الدين الذي غرس فيه عقيدة الإيمان والثبات، وغرس فيه عباداتٍ كلها النقاء والنظافة والمصلحة، وخفف كثيراً من الأحكام الشرعية؛ رعاية لحفظ النفس والعقل وعدم إلقائهما في التلف والتهلكة”.