رغم مرور قرابة عام كامل على الانتهاء من تصويره واعطاء وزارة المجاهدين الضوء الأخضر لعرضه، إلا أن الفيلم التاريخي “محمد بلوزداد” لم ير النور دون معرفة الأسباب الحقيقية والخلفيات التي جعلته يبقى إلى حد كتابة هذه الأسطر حبيس أدراج مديرية إنتاج التلفزيون الجزائري.
مصادر موثوقة أكدت لـ “الموعد اليومي” أن عائلة محمد بلوزداد تمت دعوتها لمشاهدة الفيلم وأبدت تحفظات كثيرة على بعض المشاهد والشخصيات وقالت بأنها لا تمت بصلة إلى الحقيقة، الأمر الذي دفع القائمين على شؤون التلفزيون إلى التردد في عرضه في الوقت الذي تريد وزارة المجاهدين بثه بمناسبة ذكرى وفاته المقررة في14 جانفي الجاري.
ويروي الفيلم جوانب خفية في مسيرة المناضل الوطني الكبير “محمد بلوزداد” (1924-1952) الذي يعد بحق الأب المؤسس للتيار الثوري الاستقلالي في الحركة الوطنية (حزب الشعب الجزائري – حركة انتصار الحريات الديمقراطية).
وولد محمد بلوزداد سنة 1924 بالجزائر العاصمة، حيث تحصل على “شهادة عليا” تعادل البكالوريا، انضم محمد بلوزداد القائد الباسل وزعيم المنظمة الخاصة الذي كرست عائلته نفسها كليا للجزائر، في سن مبكرة إلى الحركة الوطنية حيث فرض نفسه بين زعمائها كمسؤول من الطراز الأول ومناضل فذ.
وعين في سن 19 سنة مسؤولا عن لجنة شباب بلكور لحزب الشعب الجزائري التي بلغ عدد أعضائها في 1944 نحو 500 عضو، وواصل مشواره النضالي حيث عاش حياة “سرية” باسم مستعار “سي مسعود”. تم إرساله إلى شرق البلد، حيث أمضى سنتين نجح خلالهما في لم ّشمل المنظمة المفككة جراء القمع الكبير الذي سجل في ماي 1945 وفي تشكيل مجموعات في المناطق التي لم تكن موجودة فيها سابقا.
وشارك على رأس الوفد القسنطيني في مؤتمر 1947 الذي شهد تنصيب المنظمة السرية التي تولى قيادتها.
اضطر محمد بلوزداد لترك مكانه لمساعده حسين آيت أحمد بعد أن أجهد نفسه في العمل والتضحية، الأمر الذي تسبب له في مشاكل صحية منعته من مزاولة مسؤولياته كقائد وطني للمنظمة السرية.
محمد بلوزداد هو من شكل قيادة الأركان التي ضمت عناصر تم انتقائهم بدقة بالنظر إلى المهمة الشاقة التي كانت في انتظارهم،
وكان المناضل يحرص على شرح الأهداف المنوطة بالمنظمة السرية والأعمال المُوكلة لعناصرها بعد انضمامهم لها، توفي الراحل في جانفي 1952 عن سن ناهز 28 سنة ونظم حزب الشعب الجزائري والحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية حينها مراسم جنائزية وطنية.
ب\ص