فيلم “الملحد”.. الأزمات القضائية

فيلم “الملحد”.. الأزمات القضائية

ما زال فيلم “الملحد” المقرر عرضه في 14 أوت الجاري يواجه أزمات متعددة، حيث انطلقت حملات في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى سحبه من قاعات السينما قبل بثه، فيما قرر البعض اللجوء إلى العدالة من أجل إيقاف عرضه بتهمة إساءته للأديان كلها.

في المقابل، دعا صناع العمل إلى التريث ومشاهدة الفيلم قبل إصدار أي أحكام مسبقة.

وكانت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المصرية قد حددت السبت 24 أوت الجاري موعدا للنظر في الدعوى التي قدمها رئيس نادي الزمالك السابق المستشار مرتضى منصور لوقف وسحب تراخيص الفيلم داخل مصر وخارجها.

واتهم المحامي المصري في الدعوى كلا من وزير الثقافة أحمد فؤاد ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية خالد عبد الجليل ومؤلف الفيلم الكاتب إبراهيم عيسى والمنتج أحمد السبكي بالتحريض على الإلحاد وهدم ثوابت الدين الإسلامي وحمل الرسائل السلبية لهدم كل القيم الدينية في المجتمع. وجاءت الدعوى بالتزامن مع حملات عبر منصات التواصل الاجتماعي تطالب بمنع عرض الفيلم.

وعلى الجانب الآخر، دافع صناع “الملحد” عن العمل ضد الحملات التي يتعرض لها، إذ قال أحمد حاتم بطل الفيلم في تصريحات صحفية إن كل من هاجم الفيلم لم يشاهده ولكن بنى الهجوم على الأخبار التي ترددت على منصات التواصل الاجتماعي أو مشاهد مقتطعة من الإعلان الخاص بالفيلم، وطالب المهاجمين بالانتظار إلى حين عرض الفيلم ثم يقررون ما يريدون.

وقال المخرج ماندو العدل إنه سيرد على جميع المنتقدين، لكن بعد عرض الفيلم، خاصة أنه توقع الهجوم منذ الإعلان عن الفيلم.

ودافعت بطلة الفيلم شيرين رضا عن العمل، وقالت إنه يتضمن رسائل توعوية مهمة لجيل الشباب لأنهم يمرون بمراحل مختلفة من التفكير ويتأثرون بأفكار الغرب، مثل فكرة الإلحاد التي تسيطر على البعض لعدم الفهم الجيد للدين.

وتابعت أن الفيلم يناقش كيف يستطيع الأهل التعامل مع الشخص الذي يحمل هذه الأفكار بشكل جيد كي لا يصلوا إلى نتيجة عكسية.

أما منتج الفيلم أحمد السبكي فمن خلال مداخلة لبرنامج “علامة استفهام” وردا عما إن كان تمت مراجعة الفيلم من قبل مؤسسة الأزهر الشريف، قال إن العمل لا يوجد فيه ما يخالف الدين الإسلامي، وإن هناك شخصيات من الأزهر راجعت الفيلم، كما أن الرقابة لن تسمح بعرض أشياء مخالفة لقواعد الدين الإسلامي.

وأشار إلى أن اسم الفيلم “الملحد” هو السبب وراء هذه الأزمة، لكن إذا حمل الفيلم اسما آخر فلن يتعرض لهذه الحملات دون مشاهدته وقبل عرضه. وأكد أن الفيلم يناقش قضية مهمة مع الدين وليس ضد الدين.

وفي تصريحات للسبكي، أشار إلى أنه حصل على كل الموافقات، سواء من الرقابة أو مشيخة الأزهر، لذلك فهو على يقين أن المحتوى الذي يقدمه الفيلم فيه رسالة سوف يعرفها الجميع لدى مشاهدته، وأكد على أن الفيلم سيعرض في الموعد المحدد له دون تغيير. بالمقابل، نفى مصدر من الأزهر الشريف أن الفيلم تم عرضه على لجنة لإبداء الرأي في عرضه سينمائيا. وكشف المصدر في تصريحات لأحد المواقع المحلية أن ما يروجه البعض بشأن حصول الفيلم على موافقة من الأزهر غير صحيح.

يواجه الفيلم أزمة أخرى تتعلق باسمه بعد أن قدم المؤلف والمخرج نادر سيف الدين إنذارا رسميا للمنتج أحمد السبكي لتغيير اسم الفيلم قبل عرضه تجاريا، إذ سبق أن عرض فيلم بعنوان “الملحد” من تأليفه وإخراجه عام 2014، ويقوم سيف الدين باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإيقاف عرض الفيلم،

وتدور أحداث “الملحد” حول الطبيب الشاب يحيى الذي ينتمي إلى عائلة متشددة دينيا ووالده شيخ جماعة متطرفة، ويمر البطل بتغييرات في معتقداته الدينية قرر على إثرها المجاهرة بالإلحاد أمام الجميع، ويحاول عمه التدخل بمساعدة طبيبة نفسية من أجل حل الأزمة التي تتصاعد.