فيصل الأحمر يتحدث عن “عصر الرواية”… موضة أكثر منه استجابة إلى حاجة فلسفية أو وجودية

elmaouid

هل نحن حقا في زمن الرواية؟ هذا السؤال الحائر طرحه موقع “شبكة باريس ” على عدد من الكتاب من بينهم الروائي الجزائري فيصل الاحمر الذي استفسر:” ما القيمة المضافة للرواية لكي يصبح العصر عصرها؟”

وتابع:” يبدو لي شخصيا بأن الرواية أصبحت تستجيب لملمحين هامين يسيطران على عصرنا الرقمي: القدرة على التخييل وخلق إمكانيات للواقع من حولنا، وكذلك التغلب بسلطة الخيال على الهيمنة غير المسبوقة للواقع الرقمي على وجودنا. يمكننا أن نطرح سؤالا على قراء قصص من أمثال سيد الخواتيم أو هاري بوتر وما يثيرهم بالملايين في هذه القصص التي تخلو من أدنى ملامح المعقولية، ولا أظن الإجابة ستكون شيئا آخر عدا فسح إمكانية للتنفيس عن الضغط الكبير للواقع من خلال نافذة الخيال التي تحرر الإنسان من الواقع الرقمي التكنولوجي المنظم بشكل لم تعرفه الإنسانية حتى في أعتى مراحل العبودية”.

وأضاف:”لقد ابتكر الإنسان الحديث شكلا غير مسبوق من الأسيجة المحيطة به صارت تخنقه بلا رحمة، ولا يبقى له سوى الخيال كي يتنفس ويتذكر إمكانية وجود عالم حر هارب من سلطة الحساب والرياضيات والفيزياء”.

واستدرك موضحا:”لا أعتقد شخصيا بأننا بلغنا درجة الهروب من ضغط الحياة اليومية إلى ساحات التخييل، فالواقع هو أن انتشار الرواية الملحوظ منذ سنوات هو موضة اكثر منه استجابة إلى حاجة فلسفية أو وجودية. وهذا الأمر لا يمنع أبدا وجود جيل شاب جديد يمارس قراءة الرواية بالشكل الموجود في الغرب. ففي أوروبا هو فعلا عصر الرواية حيث تجد الجميع يتحدث عن الروايات الجديدة التي تحدث ضجات إعلامية مع حلول الخريف، وتجد الروايات الفائزة بالجوائز الكبرى تتداول كهدايا عيد ميلاد وهدايا لأعياد رأس السنة وما شاكل ذلك، كما تجد الروائيين يتحولون إلى نجوم للإعلام…وكل هذا غائب عندنا؛ وهو ما يجعل عنوان “عصر الرواية” مبالغا فيه بالنسبة إلينا. وهذا لا يمنع من وجود نبرة جديدة لدى الجيل الجديد خاصة تبشر بعصر مختلف ليس هو عصر المنابر السياسة والسلطات الرسمية كما هي حال عصرنا؛ وربما تكون ملامح لعصر الرواية. لم لا؟”.